لاذ فارس ذو السبعة عشر ربيعاً بالصمت حيث لا شيء يمكن أن يصف فقده لوالده الذي يعتبر أقدم سجين سعودي في العراق، وعندما زارت "الرياض" منزلهم الكائن بمحافظة طريف وبينما كان الحديث مع عمه هزمته الدموع وعجز أن يواري رغبته بأن يبوح بجملته الوحيدة "أريد أن أرى أبي". الشاب فارس ابن أقدم سجين سعودي بالسجون العراقية ناصر مشهور الرويلي يسرد شقيقه (البشري) القصة بأن ناصر دخل العراق عام 1995 لزيارة بعض أقاربه فقبض عليه في قضية كيدية أُودع بسببها السجن حتى أُفرج عنه بالعفو الرئاسي عام 2003، وبعد الإفراج عنه كان في طريق عودته للمملكة بعد سجن ثماني سنوات فتعرضت له مليشيا فاعتقلته تعسفاً بتهمة انه مقاتل أجنبي داخل الأراضي العراقية، وتم بيعه على القوات الأمريكية حيث مكث في السجون الأمريكيةبالعراق حتى خروج القوات الأمريكية من العراق، ليبدأ الفصل الثاني من معاناته بتعرضه لأنواع التعذيب داخل سجن أبو غريب بتهم تلفق له داخل السجن ويسمع أنواع الشتائم الطائفية والعرقية آخرها ما وجده من معاملة إثر فوز المنتخب السعودي على المنتخب العراقي مما اضطره إلى الإضراب عن الطعام. وقال البشري إن أخيه مازالت الأنباء تفيد بإصراره المستمر على الإضراب ونخشى عليه بعد ما أصبح يعاني من أمراض مزمنة بسبب التعذيب والصلب في أوقات الشتاء وتكبيله أرضاً أوقات الصيف تحت أشعة الشمس، ويضيف البشري بعدما تأكدت القوات الأمريكية أن ناصر لم يكن في يوم من الأيام مقاتلا أفرجت عنه واستلمته القوات العراقية والتي بدورها حكمت عليه بسجن 15 عاما بدون محاكمة ولم استطع الصبر أكثر من ذلك فذهبت إلى العراق بنفسي وعندما وصلت البصرة القي القبض علي وأودعت سجن أبو غريب لمدة تزيد عن سنتين من ثم تم الإفراج عني ورحلت على وجه السرعة ولم أشاهد أخي. وذكر فؤاد بوابة مدير الإعلام والنشر باللجنة الدولية لمنظمة الصليب الأحمر الدولي عبر الهاتف أننا كمنظمة نقوم بزيارات دورية لمختلف السجون في أنحاء العراق وبشكل مستمر وهدفنا واضح وهو مراقبة الظروف الإنسانية داخل مراكز الاحتجاز والعمل لدى السلطات الحاجزة وحثهم على تحسين هذه الظروف عبر حوار ثنائي وسري نجريه مع السلطات ومن ضمن برامجنا زيارة السجناء والتي يحق لنا كمندوبين للجنة الصليب الحمر أن نلتقي بالمحتجزين على انفراد تام والتحدث إليهم ولدينا ملفات متكاملة عن كل سجين بما فيهم ناصر الرويلي، وبخصوص امكانية إقناع ناصر الرويلي بقطع الإضراب قال بوابة إننا لا نطلب من أي سجين الإضراب أو قطع إضرابه وإنما نعمل على تحسين بيئة الاحتجاز. وقال احد محامي المعتقلين السعوديين بالعراق المستشار حامد احمد أن السجين ناصر الرويلي يواصل إضرابه عن الطعام بسبب تعرضه للتعذيب وقدمنا شكوى بذلك وشكلت لجنة من وزارة الداخلية قسم الاستخبارات لمتابعة الشكوى وتشكلت لجنة أخرى من دائرة التسفيرات الإصلاحية برئاسة مديرها العام لتحقيق العاجل بالتظلم المقدم، ويضيف المستشار أن السجناء السعوديين تعرضوا لضرب بالهراوات والعصي الكهربائية وأن السجين ناصر الرويلي حالته سيئة جدا وطلب مني بعض الأدوية وبعض الملابس الشتوية التي لا يوفرها له السجن كما تعرض السجين سليمان حمدان إلى كسر في انفه بسبب ضربه بعد مباراة المنتخب السعودي الأخيرة، وأننا نحاول جاهدين تقديم كافة المساعدة لموكلينا.