لعل أجمل وأعظم ما في القنوات الرياضية أنها تنأى بعقل وذائقة المشاهد العادي البسيط عن تلك الحماقات التي تبثها بعض القنوات الأخرى وتستفز بها مشاعر مجتمعنا المحافظ من خلال استضافتها لبعض الشخصيات البائسة ، التي قذفت بها الأهواء من أقصى حدود التطرف والانغلاق إلى أقصى حدود الفسق والانحلال ، تُجلسه على كنبة مخملية وتحيطه بأثاث فاخر وتعطيه المايك والوقت ليضرب في عمق ثوابت المجتمع وقيمه الأصيلة بكل جرأة وبذاءة وترف مستفز ، ولا أدري بصراحة ما الذي سيضيفه ذاك الساقط من سُلّم الأخلاق والإنسانية، والفارغ من أدنى مراتب القيم والشيم سوى حرث الماء وخلط المفاهيم بإسلوب مبتذل ورخيص يمجّه الصبيان ، مستلهماً ماضيه الأسود وقبح سريرته المتقلبة بين التطرف المنغلق والمنفتح في إفراغ ما يموج في صدره من حقد وضغينة على مجتمعنا الوسطي المحافظ ..!! ثم يجد للأسف من يقدمه للناس بكل وقاحة وازدراء فكري ك مثقف وشاهدٍ على العصر، لكن لعلّ في هذا ما يكفي لإشعال الرأي العام غضباً وسخطاً تنبض به مواقع التواصل الاجتماعي على هذا النوع من البرامج .. فالمجتمع يرفض بكل قناعة وإدراك بديهي ظهور من أساءوا يوماً لهذا الوطن وركبوا موجة الصحوة البغيضة التي أطبقت على البشر والحجر، ثم يأتون اليوم ليمارسوا ذات الدور من الاتجاه المعاكس فيتأذى منهم البشر والحجر من جديد .. ولأني أؤمن بمنطق أن كل تطرف منغلق يقابله بذات الدرجة من القبح والأذى تطرف منفتح، فقد قررت أن أعيش مع عقلي بسلام، وأن أحفظ له كرامته وعظيم قدْره باعتزال تلك البرامج السوداء، والضياع في غبراء القنوات الرياضية وبرامجها البيضاء. دمتم بود ،،،