يعرقل الفكر الديني تقدم الشعوب عندما يتطرف أو يتشدد ويصبح الأداة المتحكمة بكل مؤسسات الدولة والمتحكم بتسيير حياة الأفراد والمجتمع والمسيطر على تصرفاتهم وأفكارهم وثقافتهم , ومن هنا تتولد الإقصائية والتبعية وتنعدم حياة التعايش مع الآخر ومع مرور الوقت ينمو جيل منغلق بأفكار رافضة لثقافة وحضارة الآخر , وهذا يجعل منه مجتمعا غير قابل للتفاعل مع معطيات العصر ,وحتى نلحق بركب النهضة ونتقدم لا بد أن يواكب فكرنا متطلبات العصر , وهذا يأتي عن طريق التنوع الفكري وفك المجتمع من قيود الفكر الديني لأنه لم يصنع لنا موضع قدم في ساحة التطور والنهضة والحضارة ولا يحمل سوى أفكار رجعية مجها العقل الحديث والساعي للنهضة بكل طاقاته والتي يعطلها الفكر الديني بتشدده , أصحاب ذلك الفكر همهم الحالي عرقلة مسيرة التنوير وإرباك المجتمع لحظة الوثبة إلى التنوير نجدهم يرفضون ما تفرزه حضارة الآخر ولا يتقبلون التعاطي مع متطلبات الحاضر , لأنهم ببساطة يفتقدون النظرة البانورامية للعلاقة بين الحياة والإنسان والمستقبل فهو فكر يرث أكثر ولاينتج لهذا فاجأت نهضة العلم الحديث والتكنلوجيا الفكر الديني وبدأ أنه غير مهيأ لها . نحتاج إلى فكر ملين للأفكار المتصلبة ومحرض لعقليات المجتمع على التفكير والإبداع , فكر يحض على حرية الفرد في التعاطي مع خياراته واختيار ثقافته وتوجهاته كما يريد الفرد نفسه وليس كما يشاء له الأوصياء الذين استعبدوا عقلياتنا وتصرفاتنا وتوجهاتنا منذ الصغر , مما أدى إلى تآكل الإنسانية داخل الفرد لتصبح الحياة في ناظره لوحة من الشهوات والفتن و التحريم والتكفير, لا يملك معها غير الاعتكاف على نمط الخصوصية ودرء كل ما يخالفها. الزمن يتغير والعالم يتطور , وحتى نتقدم يجب أن نواكبه فكرياً حتى يمنحنا ما منح غيرنا من نهضة وحضارة. [[email protected]]