استحلى بعض الاعلاميين من ذوو الخلفية الثقافية الضحلة الطهبلة الاعلامية والتهريج والرقص على نكسات وخسارات الاندية والمنتخبات، بل واستساغوا طعم الخسارة والانكسار ليعزفون لحن النشاز على مسامع الجمهور دون احترام أو تقدير للذائقة العامة. واستفحل هذا الداء في عينات معروفة من ادعياء الإعلام والذين يحولون استوديوهات التقديم إلى بارات ومراقص ماجنة ملئية بالصخب والتهريج وبنكهة لغة الشوارع التي تعتمد على الصراخ والسخرية والتهكم. ولقد حفلت بعض برامج (الهياط )الإعلامية بسيل انتقاد لا مبرر له ضد قرارات الاتحاد السعودي وفسرت على أنها امتصاص لغضب الجمهور السعودي في حالة خروج الاخضر من سباق التأهل للمونديال. وللأسف أن مثل هذه النماذج الوقحة شوهت الإعلام وصورته النقية ودوره الحيوي في متابعة وتغطية المناسبات وتحفيز العاملين على شئون الرياضة وتقدير الجهود المبذولة في سبيل التطور والرقي ونقل صورة صحيحة متوازنة للإحداث دون تهويل او تحقير. والمشكلة أن ما يبث في فضاء الإعلام اختلط غثه بالسمين لكن الغث وجد له بعض المراهقين والسذج ممن صدقوا تلك الهيلمة المصطنعة. وهذا شوه صورة العمل الإعلامي بشكل مقزز بل إنه حول البرامج الاخبارية إلى سهرة ماجنة على ايقاع رخيص. ومتى ما اهتمت المؤسسات الإعلامية بالوجوه التي تظهر على شاتها وتلوك بألسنتها المريضة اخبار وأسرار الرياضة بشكل قبيح فإنها ستساهم بتلاشي ظاهرة الراقصة والطبال التي استشرت في فضائنا الإعلامي. ولم يعد مستنكراً أو مستغرباً ظهور نماذج من حثالة المجتمع على تلك الشاشات طالما أن دافعهم نهم الشهرة والرغبة في تخطي حدود المعقول وضرب القيم والأعراف عرض الحائط من قبل تلك الجوقة التي حولت الاعلام إلى مستنقعات تزكم روائحها الانوف إذا ما استمر الوضع في انحطاطه المستمر بوجود عيينات ضيقة الافق على شاكلة أندريه الطبال.