مدخل: كل عام وأنتم بخير. عشر سنوات على الأقل مرت على بداية طفرة البرامج الرياضية وانتشار القنوات المتخصصة، هذه السنوات العشر شهدت انحسار طفرة الإنجازات الرياضية السعودية، المنتخب السعودي لم يعد زعيماً لآسيا إلا عندما نريد أن نتغنى بالماضي حتى ننسى هموم الحاضر، الأندية السعودية أصبحت عاجزة حتى العدم عن المنافسة على البطولات الإقليمية والقارية، غابت شمس إنجازات الرياضة السعودية، باتت رياضتنا حاضرة فقط على موائد الفضائيات. في سبتمبر الماضي تساءلت في هذه الزاوية تحت عنوان: (الإعلام الرياضي الفضائي.. متى يتطور) وقلت: (لا أدري إلى أين تسير رياضتنا، وإلى أين يقودها الإعلام الفضائي والمسموع وبعض المقروء؟.. اتهامات متبادلة ودون أدلة وحجج داحضة، تشكيك في نوايا الآخرين، إعلان صريح بأماني خسارة بعض ممثلي الوطن في المشاركات الخارجية، تأجيج للشارع الرياضي، النيل من ذمم الآخرين ومن سمعتهم ومن مناصبهم، خروج واضح عن النص، وعن الخط المستقيم، النظر من زاوية واحدة حادة فقط، والله وحده أعلم إلى أين يقودنا بعض المنتسبين الى الإعلام الرياضي والوسط الرياضي عبر خروجهم الممل المقزز في القنوات الفضائية والبرامج المسموعة). في الواقع أن هناك قنوات محلية وأخرى خارجية وجدت في رياضتنا معيناً لا ينضب من الإثارة والمشاهدة، فوجهت بوصلتها شطر ملاعبنا، ومن المؤكد أنها وجدت أرباحاً مناسبة وباباً جيداً لتحقيق ما تريد وما تصبو إليه، فواصلت المتابعة وزادت حجم ساعات البث المخصص للرياضة السعودية، ومن حقن التعصب في شرايينها مستخدمين بعض الإعلاميين الذين استواهم الظهور المتواصل، وأسعدهم أن تسلط الأضواء عليهم غير آبهين بأسلوب هذا الظهور ولا نتائجه!! والغريب أن هناك أسماء توصف بالإعلامية أو الخبراء الفنيين الذين يظهرون في قنوات خليجية دون أن يكونوا معروفين على الأقل في الميدان المحلي!! في النهاية ماذا قدمت لنا القنوات الرياضية: الجواب لا شيء!! لا أفكار جديدة، ولا نقد بناء، ولا مقترحات تساعد على التطوير، ولا أي شي قريب من ذلك!! كل ما قدمته معظم البرامج هو مجرد تهريج في تهريج.. مجموعة أسماء وتغيير في ديكورات الاستديو واختلاف في اسم القناة، أما الباقي فهو متشابه، وكله غث لا ينفع الرياضة ولا يسهم في تقدمها، بل للأسف ساهم في المزيد من التراجع والمزيد من الخسائر، خاصة عندما يستغل بعض الإعلاميين الفرص التي تتاح لهم بسكب الزيت على النار المشتعلة أصلاً مستخدمين أدوات تريد الظهور و(الترزز) دون النظر في نتائج ذلك ولا عواقبه!! قلت في خاتمة مقالي السابق، والذي اشرت إليه في بداية هذا المقال: (ظهرت القنوات الفضائية والإذاعات، وزاد عدد البرامج ومحبي الترزز، وهم معروفون لدى الجميع، ورافق ذلك تراجع في مستوى الكرة السعودية، ولا شك أن لتلك البرامج وما تقدمه من غثاء وآراء دوراً كبيراً في ذلك، وكل الأمل أن تعيد بعض القنوات الإعلامية صياغة خطابها، وأن تعيد النظر في ضيوفها الثابتين الدائمين المملين الذين عجزوا أن يفيدوا أنفسهم، فكيف ننتظر منهم أن يفيدوا غيرهم، وهنا أتذكر كلمة قال صاحبها: إن معظم المنظرين ومن يتحدث عن إخفاق بعض المسؤولين ويقدم الاقتراحات والاستشارات لعلاج ذلك، هم أساساً من الفاشلين في عملهم الرسمي، ومِن مَن لا يمكن الاعتماد عليهم فيه إطلاقاً، وأظن أن الصواب قد رافق رأيه كثيراً). والآن وبعد ما يقارب السنة أجد أن شيئاً لم يتغير.. مع أن معظم المشاهدين قد انصرفوا عن متابعة معظم البرامج الحوارية في القنوات الرياضية المختلفة، ففي المجالس مثلاً لم أعد أسمع مناقشات حول ما يطرح في تلك البرامج، وغالب المشاهدين أصبح يبحث عن برامج تحترمه وتناسب ذائقته، ولم يعد يضع القنوات الرياضية على شاشته إلا عندما يبدأ شوط المباراة التي يريد متابعتها، وهنا أقول لو أن القنوات الرياضية وضعت دراسات استطلاعية واستقصاءات حيال البرامج الرياضية ومدى متابعتها لوجدت أن النسب قد تراجعت كثيراً... وأن أحداً لا يتابع، وأحداً لم يعد يهمه ما يقال في هذه البرامج إطلاقاً... بسبب أنها عجزت أن تتطور وتساير الركب وتعرف ماذا يريد الناس!! مرة أخرى: كل عام وأنتم بخير. [email protected] aalsahan@ :تويتر