تعد مدينة السيح عاصمة الخرج الحديثة ومركزها الإداري والاقتصادي ويبلغ تعداد سكانها ما يزيد عن نصف مليون نسمة , وشهدت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود " حفظه الله " قفزات حضارية جعلت منها مدينة عصرية . و تتمتع مدينة السيح بمزايا ومقومات اقتصادية جاذبة للاستثمار والاستيطان ، ليس هذا فحسب بل ومن الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي والكثافة السكانية وهي و لا شك عوامل تكسب هذه المدينة مناخا ناجحا للاستثمار فيما لو استغلت الاستغلال الأمثل في خلق كيان اقتصادي قوي وفاعل و متين يكون رافدا من روافد تنويع مصادر الدخل و داعما للناتج المحلي فضلا عن خلق فرص وظيفية للقوى البشرية الواعدة ولاسيما وهي المدينة الرديفة للعاصمة السياسية للبلاد . وتحتضن مدينة السيح العديد من المنشآت الاقتصادية والحكومية حيث تعد المدينة الصناعية في جنوب السيح واحدة من أكبر المدن الصناعية في المملكة إذ تقام على مساحة تزيد عن / 100 مليون متر مربع / وتحتضن السيح أكبر الشركات الزراعية ومزارع ومصانع الألبان والدواجن السعودية وتشكل سلة غذاء لما تملكه من مزارع ضخمة لإنتاج الخضار والقمح والتمور ،وتحتضن كبرى المشروعات الحيوانية وتصدر كميات كبيرة من منتجاتها لجميع مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. وتشتهر مدينة السيح بوجود العيون وهي تجويفات داخل الأرض وتتميز منذ زمن طويل بمياهها الباردة خلال فصل الصيف والدافئة خلال الشتاء حيث توفر تلك العيون المائية أجواء جميلة يعشقها الناس بعد أن كانت مياه العيون تفيض وتسيح على وجه الأرض بكميات كبيرة وخصوصاً في الأودية التي تخترق المدينة والتي اكتسبت هذا الاسم لجريان المياه فيها طوال العام. حيث توجد بها الكثير من الينابيع الطبيعية التي كانت تمد المزارع والمشاريع الزراعية بالمياه عبر مجموعة من القنوات والجداول المائية الجميلة ، وتشهد العيون المائية الواقعة في غرب السيح خلال فترة الصيف إقبالا من قبل الزوار الذين يفدون إليها . ومن أهم المشاريع الزراعية التي كانت تروى من مياه العيون مشروع الخرج الزراعي التاريخي الذي أمر بإنشائه الملك عبدالعزيز / طيب الله ثراه / والذي يعد أول مشروع زراعي متكامل يقام في المملكة. وتعد عين الضلع الواقعة في الجنوب الغربي من السيح من أكبر العيون في المملكة إضافة إلى وجود العديد من العيون والينابيع ذات المياه المعدنية الكبريتية والتي كانت لها مكانة مهمة منذ القدم وأشهرها عين سمحة وعين أم خيسه وعين الضلع وعين فرزان ، وقد ظلت العيون المصدر الرئيس لإمدادات المياه لجميع الاستخدامات في السيح وبدأت كمياتها ومناسيبها في الانخفاض التدريجي خلال العقدين الماضيين نتيجة زيادة سحب واستهلاك المياه من الطبقة المغذية لها بعد التوسع في حفر الآبار الارتوازية من قبل المزارعين وخاصة المشروعات الزراعية والحيوانية الكبرى والذي أدى بدوره إلى توقف التدفق الطبيعي في جميع العيون والنضوب التدريجي للعيون الأقل عمقاً. وتشكل مدينة السيح بما تحتضنه من آثار تاريخية وجهة مهمة للباحثين والمهتمين بتاريخ المملكة ، إذ يوجد بها العديد من المعالم الأثرية المهمة لعل من أهمها قصر الملك عبد العزيز التاريخي الواقع بحي العزيزية في قلب مدينة السيح وقد تم بناؤه في عام 1359ه بتصميم مميز يلفت نظر الزائر لوسط المدينة حيث يتكون من خمس وحدات متماثلة من حيث التصميم ومواد البناء وعدد الطوابق وقد تم ترميم القصر مؤخراً تمهيداً لتحويله لمتحف إقليمي. ومن القصور التاريخية " قصر أبو جفان " الواقع شرق مدينة السيح ، وقد بني في عهد الملك عبد العزيز عام 1366ه ليكون استراحة لحجاج بيت الله الحرام القادمين من المنطقة الشرقية والدول المجاورة ، ولا يزال القصر مفتوح للزيارة حيث يأتي إليه العديد من الزوار من المواطنين والمقيمين. وتحتضن مدينة السيح برج مياه الخرج وهو من المعالم الحضارية البارزة في المدينة ، وأنشأ في عام 1406ه لخزن المياه وتوزيعها و يبلغ ارتفاعه الكلي 104 أمتار وسعة التخزينية 800 متر مكعب وبلغت تكاليفه الإنشائية أكثر من 94 مليون ريال . // انتهى //