اكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تحاول بتحركاتها لعقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف نوفمبر القادم تسويق آمال السلام بين شعوب المنطقة للتغطية علي ما يجري إعداده من مخططات لفرض الهيمنة الإسرائيلية علي دول الشرق الأوسط حماية للمصالح الحيوية التي لا تضمن واشنطن حماية لها إلا عن طريق إسرائيل. وقالت ان بعض العرب يتحدث الآن عن حلول السلام بينما تحدث /إيهود باراك/ وزير الدفاع الإسرائيلي لقواته أمس الأول داعياً للاستعداد للحرب وعدم الاستسلام لما وصفه بحالة الهدوء الخادعة وكان حديثه /علي جبل هرتسيل/ بالقدس المحتلة في ذكري القتلي الإسرائيليين في حرب أكتوبر حيث تلقي الجيش الإسرائيلي ضربة عربية صاعقة. واشارت الصحف الى ان إسرائيل وكذلك حليفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية تري في حالة الضعف والتمزق التي يمر بها العالم العربي فرصة سانحة لالتهام أكبر قدر من الأرض ومصادرة الحقوق العربية التاريخية وإعادة عجلة التاريخ إلي عصر الاستعمار والاستغلال والأهم من ذلك فرض الاستسلام تحت وهم السلام. ومضت تقول انه مع التطورات السلبية التي يشهدها الشرق الأوسط سواء في لبنان أو في العراق أو علي صعيد التوترات السورية الإسرائيلية تبدو المنطقة في حاجة عاجلة الي التوصل إلي تسوية علي الصعيد الفلسطيني الإسرائيلي ومن هنا يأتي الإصرار العربي بشكل عام علي إنجاح مؤتمر السلام المقبل في واشنطن وعدم تحويله إلي مناسبة اعلامية لالتقاط الصور الفوتوغرافية أو للتسويق لمواقف الدول الكبري بشأن المنطقة. ورات الصحف المصرية انه نتيجة لهذا الاصرار الذي تكرر مرارا علي لسان قيادات عربية عديدة أعطت الادارة الامريكية اهتمامها من جديد للمؤتمر وحرصت علي استكشاف آراء واقتراحات الدول العربية بشأن المؤتمر وشروط نجاحه. وشددت على إن المؤتمر المرتقب يجب ألا يبدأ من جديد بل ان يبني علي ما تحقق وما تم الاتفاق عليه سواء بالنسبة لمرجعية عملية السلام وهي قرارات مجلس الأمن وفي المقدمة القرارين242 و338 ومرجعية مؤتمر مدريد مؤكدة ان الأهم من ذلك كله ان يشعر الشعب الفلسطيني بأن هناك تحسنا في أحواله المعيشية والاقتصادية والسياسية وذلك من خلال رفع الحصار الاقتصادي عنه والتخفيف من القيود التي تفرضها إسرائيل وكذلك وقف الاعتداءات الإسرائيلية. ونوهت الصحف المصرية الى ان مؤتمرات عديدة عقدت حول الشرق الأوسط ولم تسفر عن شئ لأسباب عديدة في مقدمتها أن الفلسطينيين تحت الاحتلال لم يشعروا بتحسن في أحوالهم وبالتالي اعتبروا أن هذه المؤتمرات كأن لم تكن بينما أحد أهم شروط نجاح المؤتمر المقبل هو استمرار التوافق العربي علي أجندة المناقشات في جلسات المؤتمر واصرار المشاركين العرب علي ان تضغط الولاياتالمتحدة علي إسرائيل للخروج بتسوية عادلة ومنصفة للشعب الفلسطيني.