اكدت الصحف المصرية اليوم ان التصعيد العسكري العدواني الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية طوال اليومين الماضيين لا يهدد الجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام في المنطقة فحسب وإنما قد يعصف بها حتى إشعار آخر مشيرة الى ان التصعيد الإسرائيلي الذى يعد الأعنف منذ إعلان التهدئة في26 نوفمبر من العام الماضي يكشف بوضوح أن نيات إسرائيل تجاه السلام ليست خالصة ولا صادقة. ورات الصحف ان مؤشرات عدة تؤكد أن التصعيد العسكري الإسرائيلي الراهن خطة مدبرة ومقصودة يستهدف من ورائها إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي وأركان حكومته تحقيق أهداف من أبرزها استدراج فصائل المقاومة الفلسطينية إلى عمل عسكري ضد إسرائيل يوفر لأولمرت ذريعة يرتكز عليها للحيلولة دون بوادر تلوح في الأفق بإمكان كسر الحصار المفروض على الحكومة الوطنية الفلسطينية وقطع الطريق على إرهاصات النتائج الإيجابية لجولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عواصم أوروبية. كما يستهدف هذا التصعيد الاسرائيلى تعكير أجواء المباحثات الدورية التي بدأت جولتها الأولى في الأسبوع الماضي بين أولمرت وعباس والتي كان من المنتظر أن تستأنف في جولة ثانية في رام الله وهو ما يبدو انه لن يتم .. بالاضافة الى انه ياتى قبل أيام من نشر التقرير الأول للجنة فينوجراد الإسرائيلية حول مجريات وملابسات فشل الحرب الإسرائيلية علي لبنان في الصيف الماضي حيث تشير الدوائر والمصادر الإسرائيلية المطلعة إلي أن التقرير سيحمل أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس مسئولية الفشل وهو ما قد يؤدي إلى احتمالات انهيار حكومة أولمرت على حد توقعات مصادر إسرائيلية. وقالت انه نتيجة لذلك تعمد أولمرت مع سبق الإصرار والترصد التصعيد العسكري العدواني الحالي على الفلسطينيين في محاولة مكشوفة للإفلات من أزمة داخلية تهدد مستقبله السياسي وقد تعصف بحزبه كاديما لمصلحة حزب الليكود. على صعيد اخر انتقدت الصحف سعى الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوربية ذات سوابق استعمارية في أفريقيا الى احكام الحصار على السودان وارغام حكومته على الاذعان لطلبها مرابطة قوات دولية لا افريقية في اقليم دارفور بما يعنيه ذلك من التفريط في جزء من التراب الوطني واخضاعه لوصاية دولية لا حدود لمضاعفاتها في ضوء مخططات القوي الأجنبية الطامعة في الهيمنة على شئون افريقيا والعالم كله. ولفتت الصحف الى تحركات مصرية لتخفيف الضغوط الدولية على السودان والتهديد بفرض عقوبات عليه من جانب مجلس الأمن الخاضع حالياً للوصاية الأمريكية.. ومؤكدة ان مصر تحرص على إيجاد حل سلمي لأزمة دارفور تشارك فيه مختلف الأطراف السودانية سواء الموقعة على اتفاق أبوجا أو التي لم توقع وتأمل أن تدرك بعض هذه الأطراف أن الانسياق وراء القوي الأجنبية يقودها والوطن معها إلى مستقبل مظلم لا يرضاه أي شقيق أو صديق للسودان.