عكفت لجنة تسجيل الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي، يوم أمس، على التباحث حول توصيات اليونسكو المتمثلة في المحافظة على الواحة التاريخية والمناطق التراثية، وذلك عبر العديد من الآليات التنفيذية والمشاريع الخدمية، والخطط الإجرائية، التكاملية مع أعضاء اللجنة المشكلة برئاسة صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء، وعضوية كل من محافظة الأحساء، وممثل لأمانة الأحساء، وممثل للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وممثل للمؤسسة العامة للري، وممثل لغرفة الأحساء، وممثل لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمحافظة، وممثل من المجتمع المحلي. وأكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الدكتور حمد السماعيل، في كلمته على ما يوليه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من متابعة كبيرة في ملف تسجيل واحة الأحساء على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، معتبراً أن واحة الأحساء أول "ِمشهد ثقافي" في المملكة، يغطي مساحة واسعة وموطن لأعداد كبيرة من السكان داخل المواقع المسجلة الأثني عشر ومناطق حمايتها، مما تحتاج لتعاون واسع مع الجهات الحكومية في استدامة المحافظة على الواحة وتطويرها، وتبني معيطات اتفاقية اليونسكو للتراث العالمي. من جانبه أفاد أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم على مناقشة الخطط المستقبلية العاجلة منها، على أن يتم دراسة خطة تنفيذية وإجرائية مشتركة في سبيل دعم المحافظة لملف واحة الأحساء كمشهد ثقافي متطور، عبر مبادرات متنوعة كتنسيق المشاهد الطبيعية للواحة ووقف التعدي على الرقعة الزراعية، وعدم تحويلها إلى سكنية بحسب الأنظمة، والعناية بالمشاريع خلال خطط الجهات الحكومية المعنية في الفترة القادمة. وأبان أن الأمانة تعمل ضمن خطتها القائمة على تطوير وسط الهفوف التاريخي بعدد من المشاريع منها، مشروع الربط بين قصر إبراهيم الأثري ووسط وحي الكوت، وآخر بسوق القيصرية، ومشروع الربط بين سوق القيصرية والمدرسة الأميرية، ومشروع تطوير المنطقة المقابلة لسوق القيصرية، وتطوير شارع الحداديد، وتطوير المربع المجاور للمدرسة الأميرية، وميدان البيعة، كما هناك خطة لتطوير المسار الثقافي بوسط حي الكوت "سكة أبوبكر"، كاشفاً عن العديد من المشاريع الآجلة التي تم تضمينها ضمن المخطط الإستراتيجية للأحساء، التي تشمل مشاريع الطاقة والزراعة والسياحة والإسكان، والخدمات التعليمية والإدارية والصناعية. وفي ذات السياق شدد مدير المؤسسة العامة للري الدكتور فؤاد آل الشيخ مبارك، بضرورة المحافظة على الواحة ووقف التمدد السكني، وخدمة جغرافية الواحة التاريخية بالطرق والمشاريع الخدمية، مؤكداً أن المؤسسة تعمل على مشاريع وبرامج حالية وأخرى قادمة في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة، بحسب الإمكانات والاعتمادات المالية المتوفرة لدى أجندة المؤسسة، لافتاً الانتباه إلى أن المؤسسة قامت بدراسة وتصميم إنشاء محطات ضخ وشبكات ري بالمناطق التي تعتمد على المياه الجوفية، لتعظيم الاستفادة من المياه المعالجة، إضافة إلى تأهيل العيون التاريخية وبحيرات التبخر، ومشروع تغطية أجزاء من المصارف الزراعية، ونظافة الواحة الزراعية، كما تعمل المؤسسة على سفلتة وصيانة الطرق الزراعية. فيما أشار رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء عبداللطيف العرفج، إلى ضرورة العمل بخطة عاجلة عبر تكاملية الجهات المعنية والرفع بها لجهات الاختصاص، في خدمة جلب مشاريع تنفيذية تخدم معطيات ملف الأحساء في قائمة التراث العالمي، إضافة إلى لجنة اختصاصية لتذليل كل المعوقات التي تقف دون تحقيق الهدف. وأوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالأحساء خالد بن أحمد الفريدة من جانبه، أن الهيئة تعمل ضمن أجندتها بالتعاون مع الجهات الحكومية في المحافظة على الواحة، بهدف أن تصبح واحة الأحساء مرجعاً دولياً للمحافظة على المشاهد الثقافية في البيئة الصحراوية، وتنميتها بشكل مستدام، مبيناً أن خطة الهيئة تعمل بالتوافق مع الخطط والاستراتيجيات القائمة مع الجهات الحكومية متعددة الاختصاص، وبدعم الشركاء من القطاع الخاص. في حين نوه مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمحافظة المهندس خالد الحسيني بأهمية التوسع للنطاق الزراعي للواحة، باستغلال المواقع المتاحة ضمن المخططات المعتمدة، مع بذل الجهود التنظيمية في المحافظة للرقعة الزراعية الحالية. في الوقت ذاته، أكد ممثل المجتمع المحلي في اللجنة ناهض الجبر، ضرورة وجود نظام مشترك تعمل عليه كافة الجهات المعنية للوصول لتحقيق الأهداف ويحقق المصلحة العامة فيما يخص الحفاظ على تلك الاثار. وفي ختام الاجتماع قدمت اللجنة شكرها وتقديرها لسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على ما يوليه من اهتمام بالغ ومتابعة واسعة في ملف تسجيل الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو، كما قدمت شكرها إلى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، وصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الاحساء، لمتابعتهم ودعمهم الكبير في ملف تسجيل الأحساء ضمن قائمة التراث العالمية في اليونسكو.