جاء تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي باليونسكو، خلال اجتماع لجنة التراث العالمي الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة، الجمعة، والذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ليمثل إنجازا جديدا ومهما للتراث السعودي، الذي يشهد نقلة كبيرة في مخلف المجالات، أهلت المملكة لتكون في مصاف الدول المتقدمة عالميا في هذا المجال. وتعد واحة الأحساء خامس موقع سعودي يضم للقائمة التراث العالمي باليونسكو، بعد موقع مدائن صالح في عام 1429ه/2008م، وحي الطريف بالدرعية التاريخية عام 1431ه/2010م، وجدة التاريخية عام 1435ه/2014م، ومواقع الرسوم الصخرية في موقعي جبة والشويمس بمنطقة حائل في 1436ه/2015م. وتقع واحة الأحساء بالمنطقة الشرقية على مساحة إجمالية تفوق 85 كيلو مترا مربعاً، وتشكل مشهدا ثقافيا متطورا يحتوي على بساتين النخيل، والقنوات، والعيون، والآبار، وبحيرة الصرف المائي، ومناطق أثرية شاسعة، ومجموعة مختارة من التراث العمراني داخل مستوطناتها التاريخية، التي تجسد أهمية الواحة كونها مستوطنة تقليدية كبرى طوال 500 عام الماضية. وتشكل واحة الأحساء "طوبوغرافية" واضحة تتمثل في مجموعة العناصر كالعيون المائية، والكهوف، والجبال، والسهول، والقنوات الحديثة والتاريخية، وأساليب رفع المياه، والمستوطنات البشرية ومناطق الصرف الطبيعية. وتصنف واحة الأحساء، أكبر واحة في العالم، وقد حافظت على تماسك جغرافيتها الأصلية ووظائفها الاقتصادية والاجتماعية كمركز زراعي رئيس لشبه الجزيرة العربية، ومركز اقتصادي مهم يرتبط منذ الحضارات العالية إلى بقية الخليج والعالم. وتضم الواحة عددا من المعالم التي أهلتها لتكون ضمن مواقع التراث العالمي، مثل: سوق القيصرية التراثي، والمدرسة الأميرية (بيت الثقافة)، ومسجد جواثا التاريخي، وقصر إبراهيم، وبيت البيعة (الملا)، إضافة إلى واحة نخيل الأحساء، التي تحوي عددا من المباني والمواقع التراثية والطبيعية وغيرها. وتعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تسجيل المواقع التراثية والأثرية في قائمة التراث العمراني، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، الذي يشمل منظومة من البرامج والمشروعات لتطوير مواقع التراث الوطني والتعريف بقيمتها التاريخية والمحافظة عليها. وتسعى الهيئة من خلال تسجيلها للمواقع الأثرية والتراثية في قائمة التراث العالمي إلى الحفاظ على الثراء التاريخي والأثري والتراثي المتنوع للمملكة، وإبرازه للعالم، وتأهيل هذه المواقع وفقا لمعايير المنظمات العالمية المتخصصة. وتُدرج مواقع التراث الثقافي والطبيعي في قائمة التراث العالمي بموجب شروط اتفاقية التراث العالمي الثقافي والطبيعي الصادرة عن اليونسكو عام 1972م، والمعروفة باسم اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، التي انضمت إليها المملكة عام 1398ه/1978م. Your browser does not support the video tag.