أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مدان ومرفوض وليس له أثر قانوني، عاداً القرار إدانة للدولة التي اتخذته وأدى لعزلتها ووصم سياستها بالظلم ومواقفها بالانحياز وقراراتها بالبطلان. وقال "أبو الغيط" في كلمته خلال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي انطلقت فعالياته اليوم بالقاهرة إن قرار الولاياتالمتحدة لم يرفضه العرب وحدهم ولا حتى المسلمين دون غيرهم، وإنما رفضته غالبية أمم العالم من أقصاه الى أقصاه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، والذي صوت لصالحه 128 دولة، ما يعكس حالة تقترب من الاجماع الدولي على بطلان القرار وعدالة الموقف الفلسطيني. ولفت النظر إلى أن الموقف العربي بشأن القرار الامريكي واضح لا لبس فيه وهي أن القدسالشرقية أرض محتلة وعاصمة للدولة الفلسطينية، مضيفاً أن السلام والاستقرار لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967م وفقاً لقرارات الشرعية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وأعلن "أبو الغيط" عن اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الأول من فبراير لمناقشة الاجراءات التفصيلية والخطوات المحددة التي ستقوم بها الدول العربية من أجل دعم القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي والحفاظ على هذا الزخم العالمي المؤيد والمساند وتصعيد الحملة الداعية للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية من قبل الأممالمتحدة واتاحتها العضوية الكاملة لدولة فلسطين. ونوه بأن هذا الجهد المبذول على الصعيد الرسمي مهم وضروري إلا أن القضية أكبر من أن تنحسر في المجال الرسمي، وأن تحمل لواءها الحكومات وحدها، مؤكدا بأن القدس قضية كل عربي مسلماً كان أم مسيحياً، كما يتعين على القوى الحية في هذه الأمة ان تحتضن هذه القضية احتضاناً كاملاً وان تحتشد لها. وشدد أمين عام الجامعة العربية في كلمته على أن مساندة المقدسيين واجب على كل عربي، وأن وزراء الخارجية العرب تعهدوا بزيادة موارد صندوق القدس والأقصى دعماً لصمود الفلسطينيين الابطال والمتمسكين بمبادئهم، داعياً جميع المشاركين بالمؤتمر إلى حشد الموارد المالية لهذين الصندوقين. ولفت "أبو الغيط" إلى أن إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية عن حجب ملايين الدولارات التي كانت تساهم بها في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لا يأتي بمعزل عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، موضحاً أن هذا القرار يستهدف التعليم الفلسطيني والصحة الفلسطينية. وقال إن إسرائيل أعلنت أول أمس المزيد من المستوطنات أي سلب الأرض، إنهم يعملون وفقاً لمخطط تشاركهم فيه وتساعدهم عليه الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف بقوله "علينا نحن العرب أن نتصدى، واهم من يظن أن وضعية القدس ومكانتها ممكن أن تتغير بقرار أو إجراء، ومخطيء من يعتقد أن انتزاع القدس من وعي المسلمين أو العرب هو أمر ممكن، إن قضية القدس لن تموت ما بقيت حية في الوعي والوجدان، إن للأزهر الشريف دورا أساسيا في تحصين وعي الأجيال من أي عبث بهذه القضية المهمة وصيانة هذا الوعي من أي تشويه أو تحريف، وكلنا ثقة في أن الأزهر لن يسمح بإضعاف القضية ولن يخذل القدس أبدا".