دانت عدة دول عزم الولاياتالمتحدة الاعتراف بصورة أحادية بالقدس عاصمة لإسرائيل لما لها من تداعيات خطيرة على عملية السلام. وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن قلق المملكة البالغ والعميق مما يتردد في وسائل الإعلام بشأن عزم الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وأوضح المصدر أن المملكة ترى أن الإقدام على هذه الخطوة يعد إخلالاً كبيراً بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية والتي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس، التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها. كما أنها ستمثل - في حال اتخاذها - تغييراً جوهرياً وانحيازاً غير مبرر في موقف الولاياتالمتحدة المحايد في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع إلى أن تعمل الولاياتالمتحدة على تحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام. وأضاف المصدر أن هذه الخطوة سيكون لها تداعيات بالغة الخطورة، وإضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتعطيل الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام. كما أن من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم، في ظل محورية القدس وأهميتها القصوى. وشدد على أهمية أخذ الإدارة الأميركية في الحسبان العواقب البالغة السلبية لهذه الخطوة، وأمل المملكة في عدم اتخاذها، لكي لا تؤثر على قدرة الولاياتالمتحدة على مواصلة مساعيها في الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وأكد المصدر موقف المملكة الثابت من القدس، ووقوفها الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. من جهته، طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، الولاياتالمتحدة، وجميع الدول، بالالتزام بكافة قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بمدينة القدس، التي تنص على عدم إنشاء بعثات دبلوماسية فيها أو نقل السفارات إليها أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، والتي تعتبر أن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967. وأكد وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية ومندوبو الدول العربية الدائمين لدى الجامعة رفضهم لأي مساس بوضع القدس القانوني والتاريخي. وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن العبث بمصير القدس، لما لها من مكانة في قلب كل العرب، من شأنه تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية بطول العالمين العربي والإسلامي. وكانت لجنة المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماعها الاستثنائي الاثنين قد دانت الإجراءات غير القانونية التي تطال مدينة القدس. ودعا مجلس الوزراء الفلسطيني، جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي عشية اجتماعاتهما المقررة، إلى تحرك عربي وإسلامي تجاه المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها مدينة القدس، وتنفيذ جميع قرارات القمم العربية والإسلامية السابقة والإيفاء بتعهداتها والتزاماتها. وأكد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدولية نبيل شعث أن الاعتراف يعني إنهاء جهود السلام الأميركية. وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان إنه أبلغ نظيره الأميركي بأنه قلق من إمكانية أن تعترف الولاياتالمتحدة بصورة أحادية بالقدس عاصمة لإسرائيل. وحذر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل من العواقب بعيدة المدى حال الاعتراف، مؤكداً أن موقف ألمانيا لن يتغير في هذه القضية. وأشار متحدث باسم البيت الأبيض إلى أن الرئيس دونالد ترمب أجل إعلان القرار بشأن ما إذا كان سيرجئ مجدداً نقل السفارة الأميركية إلى القدس برغم انتهاء مهلة أمامه لفعل لذلك. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوغان غيدلي للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أثناء عودة ترمب من زيارة لولاية يوتا إن إعلاناً بشأن القرار سيصدر خلال الأيام المقبلة. ومن شأن مثل هذا القرار، الذي يقول مسؤولون أميركيون إنه لم يتم اتخاذه بشكل نهائي بعد، أن ينتهك عقوداً من السياسة الأميركية القائمة على عدم اتخاذ موقف بشأن مصير القدس على أساس أنها قضية ينبغي أن يتفاوض عليها الإسرائيليون والفلسطينيون ويتخذون قراراً بشأنها.