حذرت المملكة العربية السعودية من تداعيات بالغة الخطورة لاحتمال إقدام الولاياتالمتحدة على الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، في وقت هدد الرئيس التركي رجب اردوغان بقطع العلاقات الديبلوماسية مع الدولة العبرية، واعتبر الأزهر أن من شأن هذه الخطوة «تهديد السلام العالمي». ونقلت «وكالة الانباء السعودية» عن «مصدر مسؤول بوزارة الخارجية» ابداء «قلق المملكة العربية السعودية البالغ والعميق مما يتردد في وسائل الإعلام بشأن عزم الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها». وأوضح المصدر أن «المملكة العربية السعودية ترى أن الإقدام على هذه الخطوة يعد إخلالاً كبيراً بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية والتي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس ، التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها». واضاف «كما أنها ستمثل - في حال اتخاذها - تغييراً جوهرياً وانحيازاً غير مبرر في موقف الولاياتالمتحدة الأميركية المحايد في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع إلى أن تعمل الولاياتالمتحدة على تحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام». وتابع المصدر أن «هذه الخطوة سيكون لها تداعيات بالغة الخطورة، وإضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتعطيل الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام. كما أن من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم، في ظل محورية القدس وأهميتها القصوى». وشدد المصدر على «أهمية أخذ الإدارة الأميركية في الحسبان العواقب البالغة السلبية لهذه الخطوة، وأمل المملكة العربية السعودية في عدم اتخاذها، لكي لا تؤثر على قدرة الولاياتالمتحدة على مواصلة مساعيها في الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية». وأكد المصدر في ختام تصريحه «موقف المملكة الثابت من القدس، ووقوفها الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية». واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن نقل السفارة إلى القدس سيكون «إجراء خطر له عواقب وتداعيات، ولن يمر من دون تبعات تتناسب مع مدى خطورته». وقال ان «مثل هذا القرار، إن اتخذ، من شأنه القضاء على الدور الأميركي وسيطاً موثوقاً لرعاية التسوية بين الفلسطينيين والقوة القائمة بالاحتلال». ودعا أبو الغيط الإدارة الأميركية «أن تمتنع عن أية مبادرات من شأنها أن تفضي إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية، أو المس بأي من قضايا الحل النهائي». وأضاف «اجتمعنا اليوم، لا لإثارة مشاعر وإنما للتحذير من العواقب الخطرة للإقدام على خطوة طالما عرف الرؤساء الأميركيون المتعاقبون منذ 1980 مغزاها ومدى تهديدها للاستقرار في المنطقة، فتجنبوا طوال هذه الفترة اتخاذها». وتابع «يخطئ من يظن أن القضية الفلسطينية يمكن أن تكون مسرحاً للتلاعب أو مجالاً للعبث من دون عواقب خطرة على الأمن والاستقرار في المنطقة». من جهته، هدد أردوغان بأن «أنقرة قد تقطع علاقاتها مع إسرائيل في حال إعلان القدس عاصمة لها»، مضيفاً «أقول للسيد ترامب مدينة القدس خط أحمر بالنسبة الى المسلمين». ووصف الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الأنباء عن احتمال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بانها «مقلقة للغاية»، ومن شأنه مثل هذه الخطوة تقويض كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام، وفق ما نقلت عنه وكالة «الأناضول» الرسمية. وأضاف في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، أن «مثل هذه الخطوة، في حال اتخاذها، تتعارض مع الاتفاقات الدولية وقرارات الأممالمتحدة، والوضع الديني والتاريخي للقدس». وأشار إلى أن هذه الخطوة «ستقوض كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام، وستجر المنطقة إلى توترات وصراعات جديدة». وبدوره، حذر الأزهر في بيان اليوم من الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل لأن من شأنه «تهديد السلام العالمي». وقال في بيان «ان أي إعلان في هذا الشأن سيؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم». وطلب الازهر من الأممالمتحدة وجمعيتها العامة «التصدي لهذا الأمر، باعتباره يهدد السلم والأمن الدوليين». وكان الكونغرس الاميركي أقر في العام 1995 قانوناً ينص على «وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل»، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس. وعلى رغم ان قرار الكونغرس ملزم، لكنه يتضمن بنداً يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة اشهر في كل مرة لحماية «مصالح الامن القومي». وقام الرؤساء الاميركيون المتعاقبون بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنوياً، معتبرين ان الظروف لم تنضج بعد لتنفيذه.