افتتح صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، أمس ، مشروع مركز علي بن عبدالله التميمي للتوحد أحد فروع جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية "تأهيل" , بحضور وكيل إمارة المنطقة عبدالعزيز الحميدان ، ووكيل الإمارة المساعد للشؤون التنموية الدكتور عبدالرحمن الوزان ، ومحافظ عنيزة عبدالرحمن السليم ، وعددٌ من مدراء الجهات الحكومية ، وأهالي المحافظة . وفور ووصول سموه قص شريط افتتاح المركز , وتجول على مرافق المركز وشاهد ما يحتويه من أقسام , كما زار سموه عدداً من الحالات التوحدية الموجودة مستمعاً إلى شرحٍ مفصل عن الخدمات المقدمة لهم من قبل المتخصصين بالمركز. بعد ذلك توجه سموه لمقر الحفل المقام بهذه المناسبة, وألقى رئيس مجلس إدارة جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية "تأهيل" عبدالله السليم كلمة أظهر فيها فضل الله الواسع عكس عملاً مباركاً بجهد متكاتف بين أبناء محافظة عنيزة , مؤكداً بأنه ومنذ إنشاء جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية "تأهيل" عام 1420ه بدأ العمل لتعزيز كل خدمة لهذه الفئة الغالية على قلوبنا. ووصف رئيس جمعية "تأهيل " مركز علي التميمي للتوحد عبدالله السليم , بالخير الذي قدمه أبناء علي العبدالله التميمي - رحمه الله - ، إذ أصبح معلماً مهماً لمتابعة أبنائنا من المصابين بالتوحد ومن الأشخاص ذوي الإعاقة , مبيناً أن هذا المرض بدأ منذ عام 1970 باكتشاف مولود توحدي واحد لكل 10 ألاف مولود حتى تطوره في عام 2000 إلى اكتشاف طفل توحدي واحد لكل 150 مولودا ، ووصل في آخر إحصائية إلى اكتشاف طفل توحدي واحد في كل 36 مولودا يولدون في هذا العالم ، حسب الدراسة الخاصة من مركز السيطرة والوقاية من الأمراض بالولايات المتحدةالأمريكية والمعني بنسبة انتشار التوحد في العالم. وأضاف : إن هذا المركز وضع لمتابعة الحالات والوقاية والعلاج وهو بداية عمل للاهتمام بالمصاب وأسرته حاضراً ومستقبلاً , لافتاً الانتباه إلى أن هذا الصرح هو الجوهرة الثالثة في عقد عنيزة الإنسانية بعد مجمع علي العبدالله الجفالي للرعاية والتأهيل ، ومركز محمد العبدالرحمن السعدي للطفولة والتدخل المبكر , مشيراً إلى أنه بعد ستة أشهر سيتم الانتهاء من مركز الخنينية للتمكين الوظيفي والاجتماعي ، بتبرع من معالي الدكتور سليمان السليم وإخوانه , مقدماً شكره لأبناء علي العبدالله التميمي على الدعم السخي وتحقيق هذه الأمنية , داعياً المولى أن يغفر له ، وأن يسكنه المولى فسيح جناته ، وأن يكتب له ولهم الأجر والمثوبة , رافعاً شكره لسمو أمير منطقة القصيم على دعمه المستمر لجمعية تأهيل وكافة الأمور المتعلقة بخدمة ذوي الإعاقة بالمنطقة ومحافظة عنيزة. إثر ذلك قُدم عرض مرئي عن مركز علي التميمي للتوحد والخدمات المقدمة به والذي يهدف إلى تخفيف أثار اضطراب التوحد على الطفل والأسرة ، وتدريب الأسرة وتثقيفهم ، وطرق تفعيل خدمات الدمج المدرسي لحالات التوحد ، وكيفية إجراء الدراسات والأبحاث ورفع مستوى الوعي من خلال تقديم منظومة متكاملة من الخدمات الخاصة بالحالات عبر أقسامه التي شملت الأقسام الإدارية ، والخدمات الفنية ، وقسم الرعاية النهارية ، ووحدة التوحد المتقدم مرتفع الأداء ، ووحدة التوحد الأولي ، ومدرسة القدرات للتربية الخاصة , بالإضافة إلى عدد من البرامج والمناهج المستخدمة في التدريب والتعليم بالإضافة إلى قسم العيادات الخارجية الشاملة وقسم التأهيل الرياضي والترفيهي وخدمات الأمن والنقل لمصابي التوحد. بعد ذلك ألقى رجل الأعمال طارق بن علي التميمي كلمة بين فيها أن تشريف سمو أمير منطقة القصيم لافتتاح هذا الصرح المبارك هو إحدى الأيام المباركة التي تسهم في تعزيز هذه الخدمات المقدمة لأبنائنا من ذوي الإعاقة , مؤكداً على أن هذه الجهود الحثيثة تعكس توفير كل سبل الراحة لخدمة ذوي الإعاقة ، والعمل تذليل كل العقبات لخدمتهم من منطلق واجب وطني لتحقيق رؤية المملكة 2030 ، التي ترسم الوقوف مع القطاع الخيري لتحقيق أهدافه للمساهمة في رفع الناتج المحلي من 1% إلى5% والوصول لتنمية اجتماعية مستدامة , لافتاً الأنظار إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله لاتدخر جهداً في سبيل رفعة الوطن وراحة المواطن والارتقاء بالخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة ، وفق أفضل المواصفات العالمية ، ليصبحوا أعضاءً فاعلين في مجتمعهم , مشيراً إلى أن المتابع للأعمال المقدمة من قبل جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية يجعل منها شريكاً يبحث عنه كل من لديه رغبه في دعم القطاع الخيري وتعزيزه , مقدماً شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على رعايته وتدشينه مركز علي التميمي للتوحد وعلى دعمه المتواصل للأشخاص ذوي الإعاقة بالمنطقة , بعد ذلك قُدم أوبريت بعنوان "درب الوفاء." وأكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أن هذا العمل الإنساني العظيم ، هو صدقة جارية قُدمت من ابن صالح , مشيراً إلى أنه مرآة لما يقدمه أبناء هذا الوطن الأوفياء من بذل وعطاء خدمةً لدينهم ووطنهم , منوهاً سموه بأن ما قدمه أبناء محافظة عنيزة من عمل متكاتف برفقة جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية ، مؤكداً استحقاق عنيزة أن تكون محافظة الإنسانية لما تحمله من جهود تُعنى برعاية وتأهيل ذوي الإعاقة , موجهاً سموه بوضع لوحات ترحيبية على مداخل محافظة عنيزة تحمل عبارة محافظة الإنسانية , مؤكداً بأنها حصلت على هذا اللقب لما تم بذله من جهود تلخصت بخمسة جوائز وثلاثة مراكز متخصصة شملت مركز الجفالي للتأهيل ، ومركز بن سعدي للرعاية ، ومركز الشيخ علي التميمي - رحمة الله - للتوحد . وأشار سموه إلى أن هذه الأعمال جعلتنا نفتخر بأن في هذه المنطقة محافظة إنسانية خادمة لهذه الفئة الغالية على قلوبنا , مهنئاً سموه الوطن وأبنائه والمنطقة ومحافظة عنيزة وأهلها برجالها المخلصين الذين استثمروا ما لديهم من بذل وعطاء في مثل هذه الأعمال , كاشفاً سموه أن العمل الإنساني هو مقياس للتحضر لدى كثير من الأمم المتقدمة التي تتفاخر بأعمالها الإنسانية , إذ أن ديننا الحنيف يحثنا على هذه الأعمال التي تجعلنا نرتقي عبر البذل والعطاء في مثل هذه الأعمال , داعياً سموه بالبدء بعمل فلماً باللغة الإنجليزية لعرض ما تحتويه هذه المراكز الثلاث في محافظة عنيزة لنوضح للعالم أجمع بأن لدينا صروحاً عظيمة بأدواتها ومبانيها وطاقاتها البشرية لتقديم كل خدمة إنسانية , مقدماً شكره وتقديره لأبناء علي العبدالله التميمي على بذلهم وعطائهم ، ولجمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية على جهودها المبذولة ، ولمحافظ وأهالي محافظة عنيزة على تكاتفهم وبذلهم لخدمة هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً , سائلاً المولى عز وجل أن يغفر ويرحم كل من بذل وأعطى وخلد ذكراه بمثل هذه الأعمال الباقية التي يشار لها بالبنان دائماً , داعياً الله أن يحفظ هذه البلاد بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي وأن يديم الله علينا نعمة الأمن والأمان والسلامة والنماء والاستقرار . بعد ذلك كرم سمو أمير منطقة القصيم طارق بن علي بن عبدالله التميمي ممثلاً لأبناء علي العبدالله التميمي - رحمه الله - ، على ماقدموه من بذل لإنشاء هذا المركز .