نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد اللقاء السنوي للدعاة المشاركين في التوعية بالحج والعمرة، في قاعة الملك فهد بإدارة التعليم بمكةالمكرمة، بحضور معالي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، ومعالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري، وأكثر من (300) داعية من المشاركين بأعمال الوزارة في الحج. وأكد الدكتور السديري في كلمة ألقاها بداية أن هذه البلاد المباركة قامت وتقوم على أساس من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم دعوةً وتحكيماً لشريعة الله وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وخير مثال على ذلك هذا البرنامج الذي مر عليه عقود من الزمن والذي يعكس اهتمام ولاة الأمر في هذه الدولة المباركة بالدعوة إلى الله وترسيخ دعوة التوحيد والسنة بين المسلمين في كافة أنحاء العالم. من جهته قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في كلمته: "أجدها فرصة طيبة يسرها الله - سبحانه وتعالى - أن أنوب عن سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وأرحب بكم جميعاً، وأدعو الله لي ولكم بالتوفيق للعلم النافع والعمل الصالح، وقمتم - جزاكم الله خيرا- بواجبٍ عظيم، وهو توعية الحجاج في هذا الموسم العظيم، وأن الحج له أحكام وله حكم وله أسرار فهو بحاجة لتبيينها للناس، وهذا الموسم فرصة عظيمة حيث يجتمع الناس من كل فج عميق لتبينوا لهم الإسلام عقيدة وشريعة وهذا من أعظم منافع الحج، قال تعالى: {ليشهدوا منافع لهم} فمن أعظم منافع الحج أن من يأتون يتعلمون دينهم بأركانه الخمسة، ويتعلمون الإيمان بأركانه الستة، ويتعلمون التفاصيل الحكمية، فهذا من ثمرات الحج ومن أسراره، التقاء المسلمين يستفيد بعضهم من بعض ويتعارفون ويتآلفون وتظهر قوة الإسلام فحين يجتمع هذا الجمع العظيم في هذه المشاعر فإن هذا فيه مظهر لقوة الإسلام، والحمد لله، وهذا مظهر عظيم لا يوجد مثله في الديانات الأخرى. وأضاف معاليه، المسلمون لهم اجتماعات يومية وأسبوعية وسنوية يجتمعون كل يوم في الصلوات الخمس، ويجتمعون كل أسبوع في صلاة الجمعة، ويجتمعون كل عام في صلاة العيد ولأداء مناسك الحج، فالدين دين اجتماع ليس دين تفرقة، ففي الحج تظهر قوة الإسلام والدين، ويحصل التعارف بين المسلمين وفيه يتعلم الجاهل من العالم، وأيضاً من الناحية الاقتصادية فإن الاتجار في الحج أباحه الله - سبحانه وتعالى قال تعالى: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} فبعدما تحرج بعض المسلمين من التجارة في الحج أنزل سبحانه وتعالى هذه الآية: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} فيطلبون مصالح الدنيا ومصالح الآخرة. وأكد أن دين الإسلام هو الدين الكامل الذي يجمع مصالح الدنيا والآخرة مصالح الأفراد والجماعات ومصالح الأمة فهو دين عظيم، ولله الحمد والمنة، قال تعالى: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل} فدين الإسلام هو الدين الخاتم للأديان والدين الشامل للبشرية، كان النبي يبعث إلى قومه خاصة فبعث نبينا محمد صل الله عليه وسلم إلى الناس عامة وهذه من جمله الخمس التي أُعطيها صل الله عليه وسلم ولم يعطها نبي قبله فالأنبياء كانوا يبعثون إلى أممهم خاصة وأما هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه بعث للناس كافة، قال تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} فهذا دين الإسلام ولله الحمد دين عام شامل يشتمل على مصالح الدنيا والآخرة وهو أكبر نعمة أنعم الله بها على البشرية فما بعده من النعم دونه، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والله - سبحانه وتعالى - خص هذه الأمة بخصائص دون الأمم بما خص به نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فلله الحمد والمنة. وفي ختام اللقاء استمع معالي الشيخ صالح الفوزان إلى مداخلات الدعاة، كما أجاب عن أسئلتهم واستفساراتهم في سبيل التيسير على ضيوف الرحمن.