أوضح عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ أن هذه الأيام أيام مباركة، يجب فيها تعظيم الله تعالى وتكبيره، يقول الله تعالى // ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام // وهي أيام معلومات من عشر ذي الحجة يقول سبحانه وتعالى // واذكروا الله في أيام معدودات // أي أيام التشريق ويقول تعالى // فصل لربك وانحر // أي يوم النحر، مشيرا إلى أن لكل أمة منسكا يهتدون به ويتمسكون به . وقال الدكتور آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض إن من أعظم المناسك مناسك الحج التي شرعها الله سبحانه وتعالى وبلغها نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بقوله // خذوا عني مناسككم // ، مبينا أن هذه المناسك شرعت لإقامة توحيد الله قولا وعملا وأن المتتبع لهذه المناسك إنما يجد فيها توحيد الله سبحانه وتعالى ويكفي بذلك قوله صلى الله عليه وسلم // إنما جعل الطواف بالبيت ورمي الجمار لإقامة ذكر الله // فالإحرام والإهلال والمبيت بمنى ورمي الجمار هي توحيد لله سبحانه وتعالى ، أما موقف عرفة فذلك الركن العظيم الذي لا يتم الحج إلا به هذا الركن العظيم الذي اشرأبت النفوس للقائه واشتاقت الأعناق لهذا اللقاء العظيم ولهذا اليوم العظيم // من صلى معنا صلاتنا هذه ها هنا، ثم أقام معنا وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه //، قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى توطئة الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده والتابعين وعلماء الإسلام أنه من وقف في عرفة أو حتى طلوع الفجر فقد تم حجه وأما من أتى بعد ذلك فإن حجه لا يصح ، وكذلك بإجماع الأمة . وأفاد أن موقف عرفة موقف عظيم ، وقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأمّ أصحابه الذين اجتمعوا فيه لا لدينا ولا لمال وإنما استجابة لنداء الخليل إبراهيم // وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر // ، واجتمعوا فيه من أجل الدعاء ومناجاة الله سبحانه وتعالى، مبينا أن اجتماع عرفة عندما رأه الكفار أسلموا بما رأوا من هذا الموقف العظيم وكم من عصاة تابوا حينما رأوا هذا الموقف العظيم وكم من مؤمنين بكوا وزادوا ايمانا حينما رأوا ذلك اليوم العظيم . وأبان الدكتور آل الشيخ أن يوم عرفة هو يوم دعاء التوبة والمسألة والثناء، مشيرا إلى أن أكثر الشرك وقع في الدعاء ، والتوحيد هو في الدعاء يقول الله سبحانه وتعالى // وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا // ويقول صلى الله عليه وسلم // الدعاء هو العبادة // ويقول عليه الصلاة والسلام // خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت أنا والنبيين من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير// ، وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في هذا دليل على أن دعاء عرفة مستجاب كله إن شاء الله إلا المعتدين فإن المسلمين في هذا اليوم يرفعون أياديهم يتضرعون إلى الله سبحانه وتعالى جاءوا شعثا من طول السفر غبرا من شدة الزحام ضاحين من عدم ما يغطي رؤوسهم اجتمعوا في هذا الموقف يدعون الله سبحانه وتعالى ليس هناك وقت للدعاء أطول من وقت عرفة منذ زوال الشمس حتى غروبها فإذا غربت الشمس ذهب الحجاج إلى مزدلفة بسكينة ووقار . ولفت الانتباه إلى أن الخسارة في من أدرك يوم عرفة وهو غير حاج وقادر فلم يصم ذلك اليوم كيف يليق بمسلم يسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم // صيام عرفة احتسب على الله أن يكفر سنة قبله وسنة بعده // فأكثروا فيه من الدعاء وأكثروا فيه من اللجوء فيه إلى الله سبحانه وتعالى فما وجد الشيطان أدحر ولا أصغر من يوم عرفة كما قال صلى الله عليه وسلم// ما رؤي الشيطان أصغر ولا أحقر ولا أدحر منه مما رؤي في يوم عرفه لما يرى من تنزل الرحمات // ، حاثا أن يبقى المسلم وقته في المسجد في ذلك اليوم يدعوا الله سبحانه وتعالى ويناجيه يدعوه ويستغل اليوم في الذكر والدعاء والمرأة كذلك فعليها أن تخصص جزءا من بيتها للدعاء والإلحاح على الله سبحانه وتعالى . وبين أن الحجاج إذا ذهبوا إلى مزدلفة فإنهم يبيتون ليلتهم هذه اقتداء بسنة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يصلون الفجر في مزدلفة ويدعون الله سبحانه وتعالى ، حيث تكون فيها ساعة إجابة ويكون القلب فيها مطمئنا ومرتاحا بعد أن أخذ الحجاج راحتهم يدعون الله سبحانه وتعالى استجابة لقول الله تعالى // ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام // ، ثم بعد ذلك يفيض الحجاج إلى منى استجابة لقول الله تعالى // ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس // فإذا أفاضوا إلى منى فإنهم يرمون الجمرات بداية برمي جمرة العقبة استجابة لأمر الله وأمر رسوله فإن ذلك من التوحيد . وأفاد الدكتور عبدالله آل الشيخ أنه في هذه الأيام المباركة يوم النحر خير أيام السنة ففيه نسك عظيم بذبح الأضاحي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل كل بيت أضحية وكان عليه الصلاة والسلام يذبح أضاحيه بيده ، موصيا على أن يؤكل من الأضحية ويتصدق منها ويهدى منها واشكروا الله على نعمه .