فوجئ سكان إحدى الضواحي المجاورة لمدينة أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا الأمريكية، أخيرا، بالرئيس الأسبق جيمي كارتر وزوجته روزالين وهما يوزعان عليهم منشورات وملصقات تدعوهم إلى مساندة حفيدهما جيسون كارتر الذي يخوض اليوم انتخابات خاصة لملء مقعد شاغر في المجلس التشريعي بالولاية. وفي حالة فوزه، سيكون الأول في أسرته الذي ينتخب لمنصب سياسي منذ أن فاز جده بالرئاسة في عام 1976. والمعروف أن جيمي كارتر خدم لولايتين في مجلس جورجيا قبل أن يصبح حاكما للولاية في عام 1971 حسب تقرير نشره موقع مجلة تايم الأمريكية. وأراد حفيد جيمي كارتر تنفيذ حملته الانتخابية بنفسه، من دون الاعتماد على اسم عائلته الشهيرة. ولكنه رضخ في نهاية الأمر لمطلب الجد والجدة بالخروج على الدرب معه، لعلمهما أن التعامل مع اسم «كارتر» يأتي بتوقعات كبيرة للنجاح. «يا إلهي.. الرئيس كارتر.. لا أستطيع أن أصدق أنك على باب الحديقة الأمامية»، صاحت كريستين مارستلر والرئيس يشق طريقه ببطء كي يصل إلى ساحتها. «نعم، سأصوت لصالح جيسون كارتر». «لا تنسي، إنه شىء مهم للغاية»، قالها كارتر، 85 عاما، وهو ينقر الباحثة في جامعة إيموري، 29 عاما، على خدها بنعومة السياسي المتمرس. ويبدو أن الرئيس مهتم كثيرا بأن يدخل الحفيد المدلل، 34 عاما، عالم السياسة بعد أن عمل في مهنة المحاماة، وأبدى رغبة في السياسة العام الماضي. ولكن كيف العمل ومعظم سكان الدائرة الانتخابية من اليهود؟ الأمر الذي يبعث ببعض الأسئلة الحساسة حول علاقة جيمي كارتر المتوترة مع هذا المجتمع. فقد كان الجد محل احترام العرب والكثيرين في العالم بسبب مواقفه الصلبة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وانتقاداته الصريحة الحادة لإسرائيل وممارساتها العنصرية العدوانية. وكان كتابه الأخير في عام 2006 «فلسطين: السلام لا التمييز العنصري» صرخة مدوية من خلال مقارنة المعاملة الإسرائيلية للعرب في الضفة الغربية وقطاع غزة بنظام التمييز العنصري الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا. وكانت هناك بعض التساؤلات حول توقيت اعتذار جيمي كارتر عن أي كلمات أو أفعال أثارت غضب الجالية اليهودية في أمريكا. وجاءت الرسالة في خطاب مفتوح تخلى فيه كارتر عن «كل كلمة وكل فعل» أغضبهم، وذلك في محاولة لتهدئة العلاقات. وربط صحفيون ومراقبون بين هذا الاعتذار وبين ترشح حفيده، جيسون كارتر، لانتخابات في دائرة، النفوذ اليهودي فيها كبير. ورغم أن الحفيد نفى أي صلة بين الأمرين، إلا أنه أوضح أن الاعتذار: «خطوة مهمة نحو الأمام» .