أن يكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والد الجميع فذلك ما يفخر به كل من كان في رعايته وولايته، مستظلا بعطفه وعدله وسماحته، فالأبوة تتشرف به وتتجسد من خلاله كل معانيها النبيلة التي تربط العائلة الواحدة برباط له قدسيته ومكانته الإنسانية. استحقاق خادم الحرمين الشريفين لوسام الأبوة العربية إنما جاء تكريما وتقديرا لجهوده الإنسانية والخيرية، وبمناسبة شفائه وعودته سالما من رحلته العلاجية الأخيرة، وهو وسام يمثل كل أطفال الأمة العربية، ويؤكد أن خادم الحرمين الشريفين كبير بأبوته التي تسع أطفال المملكة وكل عربي غض الجناح يمثل مستقبل الأمة. ليست الأبوة رباطا بين أب وابن في النسق البيولوجي، وإنما هي تلك الأبوة التي تعكس شرف الرعاية والحنان والدعم الذي يقدمه كل أب لأبنائه، وذلك الوسام إنما هو تعبير معنوي وأدبي يعكس مكنون الحب والود البريء والصادق لقائد يتجه بفكره وخلقه وإنسانيته لبناء الأمة كلها على أسس وقواعد متينة من العلم والفكر. أطفال العرب يثبتون بفطرتهم السليمة أنهم يتجهون بقلوبهم البريئة إلى عبدالله الأب والقائد والإنسان الذي سكن تلك القلوب الصغيرة التي بادلته الحب والوفاء، فهي بفطرتها السليمة تعي قيمة ذلك الأب الذي يعمل بكل جهده وطاقته من أجل أمته، صغيرها وكبيرها، فهو جهد الصادق والمخلص والوفي الذي يقدمه دون من، وحين يكون ذلك واقعا في المملكة فإنه النموذج الذي يعم أطفال العرب والأمة الإسلامية، بل والعالم بأسره فإنسانيته لا تحدها الحدود ولا تفصلها الجغرافيا. وسام الأبوة العربية عنوان كبير كتبه أولئك الصغار على جدار التاريخ والزمن لملحمة وفاء صادقة تبدأ كبيرة في وعي هؤلاء الأطفال وينشؤون عليها في حب عبدالله ملك الإنسانية الذي يرعاهم بصدق وحب فيكون الحصاد أجمل في قامة أمة تحترم كبيرها وتلتف حوله لتصنع المستقبل بكل ما فيه من حب وبذل وعطاء.