عندما يكرم اطفال العرب أباهم عبدالله بن عبدالعزيز، فإنهم إنما يسجّلون للتاريخ موقفاً للمستقبل.. موقفاً يعكس التقدير الهائل، لإنجاز رجل استطاع أن يحظى بحُب الجميع، من كل الفئات والأعمار، وعلى كل المستويات. على نيل القاهرة، حيث كانت الاحتفالية المهيبة، كان الجمع حاشداً، وكانت تظاهرة الحب مليئة بنبض قلوبٍ تحلقت حول الرجل الذي خطف أنظار الجميع، واستطاع أن يسكن قلوبهم، ويحتل الصدارة في كافة استطلاعات الرأي، لما له من أيادٍ بيضاء، ترسم للمستقبل وللإنسان وجهه الأجمل، دون تزييف أو اصطناع. لم يكن وسام الأبوة العربية، الذي منحه أطفال العرب الليلة قبل الماضية للملك والقائد عبدالله بن عبدالعزيز، مجرد مناسبة فقط، ولكنه كان تقديراً وامتناناً لمسيرة طويلة من العطاء، ولسيرة طيبة حظيت طيلة مراحل عملها، داخلياً وخارجياً، محلياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، بكل العرفان المستحق، لمَ لا، وخادم الحرمين الشريفين دائماً باستمرار يُعتبر القلب الكبير، والصدر الراعي لكل عناصر الأبوّة والطمأنينة والإنسانية. يكفي أن الحفل، وإن كان عربياً بامتياز، إلا أنه أيضاً كان نجماً سعودياً بامتياز أيضاً. ويكفي أن كل الكلمات التي ترقرقت على ضفاف النيل، عبّرت عن حجم العطاء السعودي الهائل، في شخص قائدنا عبدالله بن عبدالعزيز، وأظهرت لنا قبل الآخرين كم نحن محظوظون بمثل هذه القيادة التي تملك عطاءً إنسانياً نادراً، احتلت من خلاله مكانتها اللائقة في النفوس. ويكفي أن كل الشخصيات الرفيعة التي تدفّقت على الحضور، مثلت اعترافاً ضمنياً بما يقدّمه المليك القائد، وبما تقدّمه مملكة الإنسانية، من أعمال سيخلدها التاريخ بكل فخر واعتزاز. ويكفي أيضاً، أن هذا الوسام، جاء من براعم عربية تمثل الأمل والمستقبل، وهي بكل تأكيد براعم غير مسيّسة، وطفولة بريئة صادقة، بمشاعر وأحاسيس لا تُباع ولا تُشتري. ويكفي كلمات سفير الأممالمتحدة للخدمات الإنسانية، التي لخّصت الاحتفالية، عندما قالت: هو إنسان يستحق وساماً يعبّر عن عطائه، إنسان الطفولة في أولويات مهامه عند صنع القرار.. "إنسان" يهدف إلى تحقيق السلام حُباً في صناعة جيل قادم لديه القدرة على الإنتاج والإبداع. ثم.. المقولة الأهم: فليشهد التاريخ ولتشهد أرض الحضارات أن "عبدالله بن عبدالعزيز" هو الأبوة العربية.