صبر كثيرا حتى أتيحت له الفرصة ليحقق طموحه باللعب بصورة أساسية مع أحد الفرق الإنجليزية، وبات في ظرف عام واحد معشوق جماهير ناديه التي اختارته أفضل لاعب في فريقها بالموسم الماضي نظير ما قدمه من عطاءات ساهمت بشكل كبير في بقائه بالدرجة الممتازة.. تلقى إشادات واسعة ليس من المقربين منه فقط، بل إن أبرز الخبراء في كرة القدم الإنجليزية اعتبروه واحدا من أفضل حراس المرمى في ال«بريمر ليج» إلى جانب العملاقين بيتر تشيك وفان دير سار الذي وضع حدا لمسيرته الكروية الموسم الماضي.. الدولي العماني علي الحبسي حارس مرمى فريق ويجان الأول لكرة القدم حل ضيفا على «شمس» وتحدث لها عن أبرز ما واجهه من مصاعب في بداية تجربته الاحترافية في أوروبا وكشف أيضا عن ميوله المحلية، وأمور أخرى وذلك في حوار إليكم أبرز ما دار فيه: هل لك أن تحدثنا في البداية عن الطريقة التي تجعل اللاعب العربي قادرا على الاحتراف في أوروبا خصوصا أنك نجحت في إثبات قدراتك وتجاوزت العديد من المصاعب حتى أصبحت واحدا من أبرز حراس المرمى في الدوري الإنجليزي؟ الاحتراف الخارجي هو السبيل للارتقاء بمستوى المنتخبات العربية واللاعبين العرب للوصول إلى المستويات العالمية والمنافسة في البطولات القارية والدولية، أما بالنسبة إلى متطلبات الاحتراف الخارجي فهو يحتاج إلى الانضباط التام والالتزام والصبر والمثابرة، وفي اعتقادي أن دخول عالم الاحتراف في سن مبكرة ضروري للنجاح والاستمرارية في هذا المجال. اللاعب العربي لا تنقصه الموهبة ولكن يجب أن يبدأ في سن مبكرة لكي يتعود على أنظمة الاحتراف، ويتأسس بشكل جيد. ما تقييمك للدوري الإنجليزي فالكثير من المحللين والنقاد يتفقون على أنه الأقوى في العالم بسبب كثرة الفرق القادرة على خطف اللقب؟ أتفق مع المحللين بأن الدوري الإنجليزي هو الأقوى عالميا وذلك يعود إلى القوة المالية التي تتمتع بها الفرق الإنجليزية ولذلك نجد أن معظم الفرق تمتلك لاعبين دوليين على مستوى عال، وهذا ما يجعل الفرق متقاربة في المستوى، بالإضافة إلى المتابعة الجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها الدوري والتغطية الإعلامية الكبيرة التي يتميز بها الإعلام الإنجليزي. نرى دائما نادي ويجان يقدم مستويات متميزة ومع ذلك يخسر النتيجة وشاهدنا ردود فعل جماهير ويجان تعلل الخسائر بضعف الخط الهجومي.. ما الأسباب بوجهة نظرك في عدم قدرتكم على الجمع بين الأداء المميز وتحقيق الانتصارات؟ بداية ويجان كانت جيدة في هذا الموسم ولكن الإصابات التي لحقت ببعض نجوم الفريق تسببت في تراجع النتائج خصوصا في خط الدفاع الذي تأثر بغياب البارجواني الكراز، وكذلك إصابة المهاجم الكولومبي هوجو روداليجا والقادم سيكون أفضل بإذن الله. تكريمك بجائزة أفضل لاعب في الفريق الموسم الماضي هل كان الهدف من ورائه إغراءك على توقيع عقد رسمي مع النادي إذا ما علمنا أنك كنت قادما على سبيل الإعارة من بولتون؟ لا أعتقد أن الدافع هو إغرائي على التوقيع لأن الاختيار جاء من قبل استفتاء شاركت فيه معظم جماهير النادي وليس باختيار من الإدارة.. ومسألة التوقيع جاءت بعد مفاوضات طويلة مع عدد من الأندية الإنجليزية. ما مدى صحة المعلومات التي أشارت إلى أن مسيري نادي ويجان لديهم سياسة محددة يفضلون فيها التعاقد مع اللاعبين العرب أو أنهم يتعاملون مع وسيط عربي يقوم بدوره على أكمل وجه في هذا الجانب؟ الفترة التي لعب فيها أحمد حسام «ميدو» وعمرو زكي كان مدرب ويجان حينها ستيف بروس الذي انتقل بعدها إلى سندرلاند واستقطب أحمد المحمدي، وبالفعل بروس يتعامل مع وسيط عربي، أما بالنسبة إلي فالوسيط هو بيتر موريسون وهو إنجليزي الجنسية وانتقلت في الفترة الحالية التي يشرف فيها المدرب الإسباني مارتينيز على نادي ويجان. كيف ترد على وجهات النظر التي أكدت أن احتراف اللاعب العماني في دوريات خليجية أثرت بالسلب على نتائج المنتخب؟ لا أتفق مع ذلك التوجه، فالاحتراف لم يؤثر على اللاعبين بالسلب بل العكس فبعد احتراف اللاعبين العمانيين بعد بطولة خليجي 17 بالدوحة حافظ المنتخب على مستواه وتأهل إلى نهائي خليجي 18 في أبوظبي وحقق بطولة الخليج في مسقط وهذا يعني أنه حافظ على مستواه لأكثر من خمسة أعوام من الاحتراف. ماذا عن أسباب الهبوط الحاد في مستوى معظم المنتخبات الخليجية حتى بات نظراؤها في شرق القارة الآسيوية يتفوقون عليها بشكل ملحوظ؟ باعتقادي أن على الاتحادات الخليجية أن تراجع وتقيم مستوى دورياتها المحلية وعليها تطوير أنظمة الاحتراف الموجودة لديها لأن دول شرق آسيا وصلت إلى مراحل أكثر تطورا في عالم الاحتراف ولم تكتف بالاحتراف المحلي، بل سعت إلى إيصال لاعبيها إلى الاحتراف الخارجي في أقوى الدوريات العالمية وهذا ما جعلها تتفوق على مستوى المنتخبات في غرب القارة الآسيوية. وإذا ما نظرنا إلى منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا سنجد أن معظم لاعبيهم متواجدون في الدوريات الأوربية التي ترفع مستوى اللاعب إلى أفضل المستويات. حدثنا عن نظرتك في منافسات كرة القدم في المملكة بما أنك متابع في الماضي للدوري السعودي وسبق أن كنت محللا لمنافسات كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الموسم الماضي. سابقا كنت متابعا جيدا للدوري السعودي ولكن حاليا وبسبب ارتباطي بعالم الاحتراف فمتابعتي تقتصر على بعض المباريات التي يكون طرفاها الفرق الكبيرة بالمملكة. ولكن الدوري السعودي باعتقادي لا يزال الأقوى عربيا بحكم المتابعة الجماهيرية الكبيرة والتغطية الإعلامية الجيدة له. عبر شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» رأينا في أحد تغريداتك تشيد فيها بجمهور نادي النصر لمؤازرته لك أمام نيوكاسل.. ما الذي حدث بالضبط؟ الجماهير السعودية عموما هي من أكثر الجماهير المتابعة لمسيرتي في الدوري الإنجليزي وتقف دائما بجانبي، وهناك أعداد جيدة تحضر بعض مباريات ويجان من الملعب في إنجلترا وأقدم لهم كل التحية والتقدير عبر جريدتكم الموقرة وبالنسبة إلى الجماهير النصراوية التي حضرت في مباراة نيوكاسل فهم زملاء وأصدقاء تربطني بهم علاقة طيبة وأقدم لهم كل التحية والتقدير والشكر. إذن نستطيع أن نفهم من حديثك أنك نصراوي الميول في المنافسات الكروية بالمملكة؟ لا أخفيك أن علي الحبسي يشجع النصر منذ طفولته خصوصا في الفترة الذهبية التي لعب فيها مثلث الرعب ماجد عبدالله والموسيقار فهد الهريفي والخلوق محيسن الجمعان ولكن بدون تعصب. وحاليا تستطيع أن تعتبرني مشجعا لكل الفرق السعودية التي تنافس على المستوى العربي والآسيوي وتربطني علاقات طيبة مع عدد من نجوم الكرة السعودية الذين أحرص على متابعة مبارياتهم والوقوف معهم في مشاركاتهم الخارجية. كلمة أخيرة توجهها «أبو ريناد» لكل محبيك في الوطن العربي. أتقدم بالشكر للإعلام السعودي عموما ولصحيفتكم الموقرة ولكل الجماهير العربية التي تقف بجانبي دائما في مسيرتي الاحترافية وأدعو الله أن يحفظ لنا جميع المسلمين والمسلمات ويحفظ سائر ديار المسلمين من كل مكروه