لو لم يصدر الأمر الملكي الكريم بمنح المرأة السعودية حق العضوية الكاملة في مجلس الشورى، والانتخاب والترشح للمجلس البلدي، فهل كان الجدل الاجتماعي المتشنج أحيانا سيمنحها أو يعطيها هذا الحق؟ من قناعة شخصية أقول لو ترك الأمر للمجتمع كي يقرر فسيستمر الجدال عقودا طويلة من السنين، فتضيع موارد بشرية وطاقات وجهود نحتاج إليها لتنمية هذا البلد وشعبه وموارده. أثبت القرار أن بعض القضايا إن لم يكن معظمها لابد من تدخل الحكومة ورأس الهرم بقرار يحسم الجدل العقيم ويضع الأمور في نصابها، كما حدث في قضية تعليم البنات بداية الستينيات الميلادية عندما ضجت بعض الأوساط الاجتماعية والمشايخ معترضين على الخطوة فكان رد الملك فيصل، رحمه الله، أن من لم يرغب في تعليم بناته لن يلزم بذلك، فكان أن أرسل من عارض الخطوة بناتهم إلى المدارس مثل غيرهم. حق لشقائق الرجال أن يفخرن بهذا الدعم الملكي من رائد الإصلاح السعودي وهن جديرات بذلك. 5060 ما أعظم تسخير التقنية في خدمة الإحسان والعمل الخيري. خصوصا في تنظيم وتسهيل المساهمة وإيصالها لمن هم بحاجة إليها وأول من بادر بإدخال الطرق التقنية في جمع التبرعات هي جمعية الأمير فهد بن سلمان لخدمة مرضى الفشل الكلوي «كلانا»، عندما خصصت رقما سهلا للتبرع عن طريق الجوال بالإرسال إلى الرقم 5060. واللافت هو بساطة المبلغ الشهري الذي يخصم مباشرة مع فاتورة الجوال 12 ريالا فقط، فهذا المبلغ يستطيع المساهمة فيه محدود الدخل والطالب كالمقتدر نظرا لبساطة المبلغ، لكن بالنظر إلى أعداد المتبرعين ولا ننسى بركة التبرع والصدقة يكون في النهاية ما هو خير عميم لهذه الفئة. وقد تبعتها جمعية الأطفال المعوقين برقم 5070، وعلى أثرهما جمعية إنسان، فلهذه الصروح الإنسانية تحية إكبار واحترام ودعوة للقراء الكرام بالتبرع لهم ودعمهم معنويا وماديا، ودمتم.