وأنا اشاهد كالملايين من المسلمين حول العالم حفل وضع حجر الأساس للمشاريع السبعة الخاصة بتوسعة الحرم المكي الشريف والتي ستضاعف مساحته مرتين بالإضافة إلى اعتمادها على أحدث الطرز المعمارية وأحدث التجهيزات التقنية والتي ستجعل من تلك المنطقة المباركة تحفة معمارية تليق بمكانتها وقدسيتها أمام قاصدي بيت الله الحرام ولتوفر لهم أرقى سبل الراحة وأيسرها وأشاهد أيضًا تدشين الكثير من المشاريع الخاصة بالمشاعر المقدسة كجسر الجمرات الذي استطاع أن ينهي أدنى حالات المعاناة لحجاج بيت الله، ثم مشروع وقف الملك عبدالعزيز وقطار المشاعر والجسور والأنفاق الممتدة عبر أودية وشعاب وجبال مكةالمكرمة التي ستجعل التنقل بين أطراف المدينة المقدسة والحرم الشريف أمرًا في غاية اليسر والسهولة. ثم أعود بذاكرتي إلى ما تم إنجازه من مشاريع مماثلة في الحرم النبوي الشريف وما بين هذا وذاك تلك المشاريع العملاقة التي حظيت بها مملكتنا الحبيبة في عهدكم الميمون كإنشاء المدن الاقتصادية والمعرفية والطبية والتي ستكون بحول الله مصدرًا اقتصاديًا عملاقًا يحفظ لهذه البلاد مكانتها وتكامل نموها واستدامته. ثم المشاريع الإصلاحية التنموية التي قمتم بها في مجالات كثيرة كالتعليم والقضاء والصحة وهي مشاريع اهتمت باستراتيجيات بعيدة المدى وفي جانب آخر أوليتموه جلَّ اهتمامكم ومتابعتكم الكريمة كمحاربة ألوان الفساد الذي طال الكثير من مؤسسات الدولة وأقمتم حفظكم الله لذلك الأنظمة والقوانين الداعمة لذلك، وكان في مقدمة ذلك إنشاء الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أما في الجانب الاجتماعي والإنساني فقد وضعتم الكثير من البصمات التي لن ينساها كل مواطن حيث نراكم حفظكم الله تتلمسون احتياجاتهم وقضاياهم وتسارعون بإيجاد الحلول لها ولسنا ببعيد عن أحداث السيول بمدينة جدة، وما قدمتم لها من مشاريع عملاقة كفيلة بإيجاد الحلول الناجعة لقضاياها ثم تلمسكم لقضايا الكثير من شرائح المجتمع وتدخلكم المباشر لإيجاد الحلول لها ولسنا ببعيدين عن معوناتكم لكافة المتضررين من السيول والصقيع والبرد لكافة المتضررين دون تحديد. وفي جانب آخر، وصورة أخرى من صور إنسانيتكم يلمس إخوانكم المسلمون في شتى بقاع الأرض دعمكم لقضاياهم وتلمس همومهم ومعاناتهم ووقوفكم المستمر إلى جانبهم ولسنا ببعيدين عن وقوفكم إلى جوار البلاد المسلمة التي تعرضت للكوارث الطبيعية كالهند وباكستان واليمن وغيرها من البلدان ثم هاأنتم تقفون إلى جانب الشعب الصومالي الشقيق في محنة المجاعة التي يمر بها وقبل ذلك الكثير من المواقف الإنسانية التي لن تنساها تلك الشعوب. وفي صورة أخرى لن ينساها التاريخ أيضًا ما تقومون به من خدمة للاسلام في شتى بقاع الأرض من تحسين للصورة التي حاول البعض أن يشوهها وما تقومون به رعاكم الله من دعوة للتعايش السلمي بين الشعوب والأطياف والمذاهب وما زلتم رعاكم الله تقدمون لذلك كامل الدعم والتوجيه. وبعد كل تلك الصور الناصعة التي لم نذكر منها في هذه العجالة إلا اليسير نقول لكم رعاكم الله وحفظكم أن التاريخ لن ينسى كل ذلك ، وسوف يدونها بمداد من ذهب عبر صفحات تاريخكم الناصع ، وسيبقى كل ذلك محفورًا في ذاكرة شعبكم يفاخرون به ويكابرون ، وقبل ذلك محفورًا بإذن الله في سجل أعمالكم الصالحة التي تنفعكم يوم لا مال ولا بنون والله من وراء القصد.