· ليست السعادة في الثروة والغنى .. فالواقع أنه كلما زادت مقتنيات المرء زادت همومه وزاد شقاؤه .. وخاصة إذا حصر تفكيره فيها وحدها . · وليست السعادة وفقا على الشباب فهناك سعداء كثيرون ليسوا شبابا لكنهم عرفوا كيف يسايرون الظروف المحيطة بهم.....ويكيفون أنفسهم حسب مقتضياتها...فظلوا يستمتعون بالحياة بعد أن جاوزوا سن الشباب . · والسعادة أيضا لا تتوقف على الجمال والفتنة .. فكثيرون من أفضال الرجال يعيشون سعداء مع زوجات حرمن نعمة الجمال ومثل هذا يمكن أن يقال عن الحظ واللذة ... فالسعادة قد تتحقق بواسطتهما .. ولكنها سعادة للحظات أو ساعات.. وليست هي السعادة الدائمة. · كذلك يمكن القول بأن ظروفنا الخارجية ضعيفة الصلة أحيانا بسعادتنا الحقيقية فالواقع أن الطبيعة البشرية مرنة سهلة التطور مع الظروف .. إذن : ما سر السعادة ؟! · إنها تتوقف على فهم المرء لنفسه .. ونجاحه في العيش في وئام مع هذه النفس .. ومع الظروف المحيطة به. فالطفل الذي يولد عاجزاً يحتاج إلى جو من الحب والطمأنينة يترعرع فيه .. كما يحتاج إلى طعام صحي يكفيه .. فإذا توافرت له هذه الأشياء .. هدأت غرائزه الفطرية وساده الشعور بالغبطة والارتياح .. أما إن حرم منها أو من شيء منها .. فإنه يشعر بعدم الطمأنينة .. وبأنه منبوذ مكروه أو بأنه جائع باستمرار.. وعلى هذا تثور في نفسه غرائز التمرد والكراهية والشك.. ولا يجد بُدّاً من أن يناضل مسلكه هذا في نفسه .. فإذا لم تكن سعيدا .. فابحث في ماضيك البعيد .. فلعل حرمانك من السعادة يرجع إلى فشل أصابت به في مرحلة الطفولة.. فصرت بسببه لا تجد السعادة إلا في إيذاء الناس .. أو اعتزالهم .. نعم نحن نكبر ولكن الطفل الصغير في قلوبنا يستمر في سماع الملاحظات السيئة التي كانت تعطى له .. وهو ما يُعرف بالصوت الداخلي . · وخير علاج لهذه الحالة : أن توحي إلى نفسك بأنك لست منبوذا...وبأنك كغيرك لك رسالة في الحياة .. والمجتمع في حاجة إليك .. كما أنه في حاجة إلى غيرك.. وسوف يكون أكثر حاجة إليك كلما زاد ما تشعر به في أعماق نفسك من الحب والسرور والتفاؤل .. وانتقلت عدوى ذلك منك إلى كل من يلقاك...أو يتحدث إليك وعليك أن تصم أذنيك عن ذلك الصوت الداخلي الذي يلاحقك هاتفا بك : أنت تافه حقير فاشل.. لا يعبأ بوجودك أحد....ورفاقك أفضل منك وأذكى وأوفر توفيقاً .. وهم جميعا يسخرون منك ولا بد لكي تسعد من أن تتخلص مخاوفك .. ويرى أحد كبار علماء النفس أن عقدة "بولكراتس" هي أعدى أعداء السعادة .. وقد كان بولكراتس هذا حاكماً ديكتاتورياً عاش منذ أكثر من ألفي عام .. وحالفه الحظ فوفّر له كل عناصر النجاح والثروة والعز والجاه .. لكنه كان يخاف من المستقبل .. ويعتقد أن الآلهة ما أغدقت عليه كل تلك النعم إلا لكي تنزعها منه فجأة لتمعن في النكاية به والسخرية منه.. وأشار عليه بعض خاصته بأن يقدم للآلهة قرباناً .. فأقام إحتفالا كبيراً لتقديم ذلك القربان .. وبدأ الإحتفال بالقاء أثمن خاتم عنده في عرض البحر .. ثم عاد في موكبه البحري إلى الشاطئ .. فما كاد يجلس لتناول الغداء حتى وجد الخاتم الذي ألقاه في البحر منذ ساعات قد عاد إليه في جوف سمكة مشوية مما صيد في ذلك اليوم .. وهنا إشتد قلقه وخوفه .. إذ إعتقد أن الآلهة لم تتقبل قربانه لإعتزامها الإيقاع به .. ثم إستغل أعداؤه فترة يأسه وإسترساله في الهم .. فأغاروا عليه .. وحطموا عرشه .. وامبراطوريته . · ويقول هذا العالم النفسي : أن أناسا كثيرون يشبهون "بوليكراتس" فقد توافرت لديهم كل ما من شأنه أن يسعدهم...ولكنهم لم يعرفوا السعادة والراحة والسلام النفسي...لأنهم يتوهمون أن القدر متربص بهم لكي يسلبهم أعز ما يملكون .. وبذلك جرّوا على أنفسهم الألم والأرق والصداع واضطراب الهضم .. وغيرها من الأمراض العضوية الناجمة عن الإضطرابات النفسية.. فكانوا غير سعداء . · فإذا كنت من هؤلاء .. فحلل هذه المخاوف .. وإعرف ما ترمز إليه ولو حاولت أن تتبع آثار هذا الإحساس بالخوف .. لإكتشف غالباً أنه يرجع أيضا إلى مرحلة الطفولة حينما كان الآباء والأمهات يوحون إلى الطفل مثلا بأن كل ما يريده هو فيه خطر أو ضرر عليه .. فإذا أكثر من أكل الحلوى مثلا قيل له : سوف تمرض نفسك وإذا شرع في عمل فيه شيء من المغامرة قيل له : سوف تدفع حياتك ثمنا لهذه المغامرة. · حتى نعيش بشكل أفضل : يجب أن نبدأ بإسكات أصوات الماضي الثرثارة وأن نتوقف عن الظن بأن لا أحد يحبنا أو أننا لا نملك الموهبة الكافية حتى نتعلم أو إن كل ما يحدث من أغلاطنا أو أن لا أهمية لنا وحتى نشفى يجب أن نتعلم كيف نقدر أنفسنا لذا هناك خطوة أولى ضرورية يجب القيام بها وهي: التفريق بين الحاضر والماضي الذي أصبح خلفنا, وأن باستطاعتنا أن نفتح صفحة جديدة عندها ستكون شجاعا وجريئا عندما تتذكر الماضي من حياتك بعد ذلك: تعش سعيداً.. ذا ضمير مرتاح .. ونفسٍ راضية . · وأنا أتخذ بضع كلمات منهجاً في حياتي فاتخذوها أنتمو أيضاً والكلمات هي: لا تحزنوا حزنا يخرجكم إلى أن تهلكوا أنفسكم ولا تفرحوا فرحا يطغيكم حتى تأشروا وتبطروا واعلم أن من أهم أسباب السعادة ....أن تكون على وفاق مع ذاتك ودائما : تذكر دوما أن الله حسبك تذكر أن الله مع المتوكلين تذكر دوما أنه إن كنت مع الله, كان الله معك ولا تنسى أنه مادامت معونة الله معك في أمر ما , فاعلم أن التوفيق بجانبك ربي : · أنا لن أضِل ولن أُضَل ولن أضيع وأنت ربي أنا لن أذل ولن أهان ولن أهون وأنت حسبي أتمنى التوفيق لمن اتبع منهج الله في حياته فهي السعادة كل السعادة · أنت عبد لما تشتهي .. وعبد من تخاف .. وعبد ما تطمع .. فمن إرتفع فوق الإشتهاء والخوف والطمع أصبح عبداً لله .. والمؤمن الحر لا تستعبده الحاجة .