أتسخرون من الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟!! عزة عبد الرحيم سليمان قالوا سُحر . . قالوا تزوج وأنجب ... وضُرب وأذي ...أهذا نبي ؟!! وهل كان نبي على غير هذا ؟! (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (الذاريات : 52 ) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) (الرعد : 38 ) (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ) (الأنعام : 34 ) فهي شنشنة قديمة من يوم سار ركب الأنبياء بنور الله ، حين يعجز أهل الكفر عن نقض الرسالة يوجهون سهامهم لحاملي الرسالة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . والعجب العجاب الذي يأخذ بالألباب . أن أحدا ممن عاصروا النبي محمدا صلى الله عليه وسلم لم يتكلم فيه بما يسوءه ... لم نسمع أن أحدا ممن عادوه كذَّبه ، أو أن أحدا رماه بالزنا والفحش ، أو أن أحدا قال عنه ما يقال اليوم .. أو شيئا منه . مضى الجيل الذي عاصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشهد له بأنه الصادق الأمين ، ووقف اليهود له بكل طريق كي يسجلوا عليه خطئا يقدح في نبوته وما استطاعوا . بل أقروا رغما عنهم .. أنطقتهم فعاله . أقول : كانت إحدى الأدلة على إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم هي الاستدلال بأخلاقه قبل البعثة النبوية وبأحواله بين الناس ، وتدبر قول الله تعالى وهو يخاطب المكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم : (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) (سبأ : 46 ) (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ) (التكوير : 22 ) (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) (النجم : 2 ) يقول أهل العلم : عبّر بلفظ صاحبكم ولم يستخدم أي لفظ آخر ليقول لهم أنه هذا محمد صلى الله عليه وسلم الذي صحبتموه وعرفتموه معرفة الصاحب بصاحبة . فلا جنون ، ولا ضلال ، بل صادق أمين كما سميتموه . يصوروه أسود أشعث أغبر أحول . وما كان هكذا صلى الله عليه وسلم رأته أعرابية عجوز في الصحراء وهو مطارد تتبعه قريش ومن معها يوم الهجرة فقالت في وصفه ، وهي لا تعرفه : أبهى الناس وأجملهم من بعيد , وأحسنهم من قريب غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظرا ، وأحسنهم قدا ، له رفقاء يحفون به ، إن قال استمعوا لقوله ، وإن أمر تبادروا لأمره ، محفود محشود . وصدق حسان : أحسن منك لم تر قط عيني * * * وخير منك لم تلد النساء خلقت مبرئا من كل عيب * * * كأنك قد خلقت كما تشاء والسؤال : من أين أتى من يسخرون اليوم ويتهكمون على الحبيب صلى الله عليه وسلم بكلامهم هذا ؟ قوم لا يعرفون العربية ... ولا يحسنون قراءة القرآن .. وجل شهد له أعدائه قبل محبوه ... ومضى بخير سيرة عرفتها البشرية . ثم يقولون كان نبيكم وكان . . . من أين ؟؟ إنه الحسد ليس إلا . هل جهلوا أوصاف نبينا . لا والله . فنبينا ولد في الشمس وعاش بين الناس ، وخبره موصول إلينا بأوثق الطرق وأوكدها . نعرف عنه كل شيء ... يعرف أحدنا عن محمد صلى الله عليه وسلم ما لا يعرفه عن أبيه . فكيف تنكرون صفاته ؟. تجاهُلا وَهْوَ عينُ الحاذِقِ الفَهِمِ *** لا تَعجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُهَا ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ الماءِ مِن سَقَمِ *** قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ مابي من طاقة للكلام عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فوالله كلما هممت بالكتابة عن خلق رأيت أن كلمات تشينه لا تزينه ، وأن كلماتي أقل من أن تعبر عن أوصاف الحبيب ، ولكن دونكم الكتب . فقط أردت أن أبين لكل من يقرأ أن من يتكلمون عن الحبيب صلى الله عليه وسلم إنما يغرفون من وعاهم ، ولا سند لهم ممن عاصروا محمد صلى الله عليه وسلم ونبينا كل الكمال ، وجملة الجمال صلى الله عليه وسلم .