جدل شديد أثاره د. سعد حذيفة الغامدي أستاذ التاريخ الإسلامي ودراساته الشرقية، وذلك خلال محاضرة عقدت أول أمس بقاعة الأمير محمد بن سعود بمقر النادي الأدبي، بعنوان "بغداد بين السقوطين أسباب ونتائج". فوفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية" عرض الغامدي بعض التواريخ والوقائع والأحداث التي جاءت بعكس ما تعلمه الكثير في المدارس والجامعات مؤكداً من خلالها أن سقوط الدولة العباسية "سقوط بغداد الأول" كان في تاريخ 636ه 1238م وليس كما يدرس 656ه 1258م والذي ما زال المؤرخون المصريون والشاميون يرددونه، ومؤكداً على أن المغول لم يحرقوا أو يغرقوا كتاباً واحداً عند سقوط بغداد، بل تم نقلها إلي بلدة "مراغة" في أذربيجان، وإنشاء هناك مكتبة خاصة ومرصد فلكي أصبح معلما من معالم الحضارة الإسلامية. كما تحدث أستاذ التاريخ عن سقوط بغداد مذكراً بالعديد من الأحداث والوقائع ومشيراً إلي أنه يحاول أن يجلي بعض المفاهيم الخاطئة التي صورت عن المغول بسبب المعلومات المبالغ فيها والتي لا يمكن للعقل ولا المنطق السويين أن يقبلاها أو أخذها من مصادر معادية أو غير محايدة ومتحاملة ضدها دون التعمق في دراسة أوضاعهم من جميع الجوانب - على حد تعبيره. كما كشف الغامدي عن أن ما نسبته 85% من جيش هولاكو كانوا من المسلمين، فكل الأرض التي تقع إلى شرق نهر دجلة كانوا مشاركين معه إضافة إلى علماء المسلمين مثل حسام الدين المنجم وعلاء عطاء الذي كان سكرتيره الخاص، إضافة إلى بعض حكام الدول الإسلامية ومعهم سلاجقة الروم، موضحاً أن أسباب سقوط بغداد تعود إلى قانون المغول في ذلك الوقت وهو السيطرة على الأرض وضعف المسلمين وتنصل بني العباس عن مسؤولياتهم. ومشيراً إلى أن العلماء والثقافة حظيت باهتمام كبير في ذلك الوقت، وذلك حسب القانون الذي وضعوه. كما تحدث الغامدي أيضاً عن سقوط بغداد الثاني بإيجاز سريع، مشيراً إلى أن "المغول كانوا أكرم بكثير من الأمريكيين في السقوط الثاني". ووفقاً للغامدي فإنه اعتمد للوصول إلى هذه النتائج على العديد من البحوث والدراسات مع فريق عمل متخصص خلال فترة طويلة، ولديه وثائق معاصرة جمعت بين المكان والزمان من مصادر عديدة مسلمة سنية.