نسف البروفيسور الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي (أستاذ التاريخ الإسلامي ودراساته الشرقية في جامعة الملك سعود)، “التاريخ” بأكمله، واعتبر أن ما يتم تدريسه في مناهج الدراسة عار عن الحقيقة، لأنه لا يستند على مصادر موثّقة، وإنما مصادر مغرضة. وذكر في محاضرة ألقاها بنادي الباحة الأدبي أمس الأول بعنوان “بغداد بين السقوطين” وأدارها مدير النادي الإداري محمد بن زياد الزهراني أن ما قيل عن أن بغداد سقطت عام 656 ه عار عن الصحة وأن التاريخ الحقيقي لسقوطها لأول مرة كان عام 636ه على يد المغول عندما تقاعس بنو العباس عن الجهاد، وأقسم الدكتور الغامدي أن المغول لم يحرقوا كتاباً واحداً من كتب بغداد عند سقوطها أو يُغرقوا شيئا منها، وأن ما ذُكر حول ذلك هو افتراء وتزوير للحقائق، وإن جميع الكتب موجودة الآن في مكتبة بننغراد في روسيا، ومؤكداً في الوقت نفسه أن 85% من جيش المغول كانوا من المسلمين وأن هولاكو لم يُقتل في تلك المعارك كما نقلت لنا كتب التاريخ، وأن جنكيز خان ورفاقه كانوا شغوفين بالعلم. وقال الدكتور الغامدي: أود أن أقارن أخلاقيات المغول قبل أكثر من 800 عام بأخلاقيات حكومتي واشنطن وتل أبيب ودول حلف شمال الأطلسي في حروبهم ضد المسلمين منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن، ثم نصدر حكمنا على المغول، فهل كان المغول مثل أصحاب هيورشيما ونكازاكي وأبطالهما ومرتكبي المذابح في فيتنام وأفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين ومجرمي حروبها؟. وأضاف: أما السقوط الثاني لبغداد فكان قبل 114 عاما من الآن عندما قال مراسل الصندي تايمز الذي كان يكتب لصحيفته من أفغانستان أن الجنود البريطانيين في أفغانستان أصبحوا أكثر وحشية ودموية وذلك في عام 1896م، وأشار الدكتور الغامدي إلى أن المستشرقين كانوا ولا زالوا يخططون لإشعال الفتنة بين المسلمين وتجريب أسلحتهم وذخائرهم في بلاد المسلمين، ولهذا كان لهم دور كبير في تقسم الدول العربية وتشتيتها. ثم تناول الأديان في جزيرة العرب فقال إن الديانة اليهودية هي التي كانت سائدة في هذه البلاد. بعد ذلك بدأت المداخلات المؤيدة والمعترضة على المحاضرة ومنهم سعد الكاموخ ومي صبحية الذين اعترضا على ما ذكره المحاضر حول الدين اليهودي والشيعة مطالبين بالمصادر التي استند عليها، فقال: استندت على كتب أناس معاصرين وقارنت بينها وبين مصادرنا العربية وكتبت الحقائق التي لا تقبل مجالا للشك، وان معلوماته عن اليهودية مقتبسة من دراسة أُخذت بناء على مقارنات وبناء على مسميات توصّل من خلالها إلى أن جزءا كبيرا من الجزيرة العربية والشام كان يدين باليهودية، محترماً وجهة نظر الكاموخ حول الشيعة وإنهم سبب سقوط بغداد الأخير، مبيّناً انه أصدر كتاباً له شخصياً تعرّض إلى نكسة كبرى -على حد تعبيره- عندما قام بعض المغرضين بالوشاية على الكتاب لدى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -يرحمه الله- بأن الكتاب يمجّد الشيعة فما كان من الشيخ بن باز -على حد تعبير الغامدي- إلا ان طلب من وزير الإعلام السابق سحب الكتاب من الأسواق وإحراقه، وبعد سنين عديدة قام برفع تقرير عن الكتاب مكون من 17 صفحة وذلك عام 1420ه شرح فيه محتوى الكتاب ومواضيعه فصدر قرار من هيئة كبار العلماء بإجازة الكتاب وهو حالياً موجود في المكتبات العامة. وطالب الدكتور الغامدي بأن نقوم نحن ببناء تاريخنا والكتابة عنه، فنحن الأولى بكتابة التاريخ من غيرنا، مبيّناً أننا لا زلنا في كتب التاريخ نستعين بغيرنا لكتابة تاريخنا. د. الغامدي في المحاضرة