عندما قدّم مدير الأمسية الثقافية الأستاذ محمد بن زياد الزهراني السيرة الذاتية للبروفيسور سعد بن حذيفة الغامدي أستاذ التاريخ الإسلامي ودراساته الشرقية والحضارية قبل بدء محاضرته التي جاءت بعنوان " بغداد بين السقوطين ، الأسباب والنتائج " اندهش الحاضرون كيف لفارس الأمسية التاريخية هذا الحضور الكبير في المؤتمرات والندوات العالمية دون الاستفادة من ثراء فكره داخلياً ، وزاد الاندهاش حين ألقى محاضرته دون الاعتماد على ورقة بل كانت مطبوعة في ذهنه, رابطاً الأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في العصر العباسي وخصوصاً في الفترة التي تزامنت مع سقوط بغداد حاضرة الدولة العباسية آنذاك ، مصححاً بعض المغالطات التاريخية كالعام الذي سقطت فيه بغداد, إذ أكد من خلال بعض المراجع المعاصرة للحدث بأنها سقطت في عام 636ه وليس كما هو مكتوب في المدونات التاريخية والتي يدرسها طلاب الوطن العربي من الخليج إلى المحيط .. وقدّم محطات ومضية استدلالية تعنى بحقيقة إمبراطورية المغول العالمية كقوة أدارت أحداث العالم وقتها ومقارنتها بالولايات المتحدةالأمريكية حالياً واكد المحاضر بأن المغول لم يحرقوا أو يغرقوا كتاباً واحداً من مكتبة بغداد الشهيرة بل نُقلت إلى ليننجراد المدينة الروسية .وبهذا يضع البروفيسور الغامدي هذه المعلومة أمام المختصين في التاريخ ما يستدعي دحضها علمياً بالاتكاء على مرجعية تاريخية دقيقة ,أو إقرارها ومن ثم تغيير مقررات التاريخ بكتابة السرد والوقائع التاريخية وبشكل صحيح. وللدكتور سعد بن حذيفة الغامدي الحضور المكثف إذ هو عضو في العديد من لجان مراكز البحوث العلمية والدراسات العليا ، وإعادة النظر في مقررات قسم التاريخ لطلاب الجامعة ومشارك في الأنشطة الاجتماعية والدراسات الحقلية ولجان تتعلق بطلاب الماجستير والدكتوراه ولديه ما يزيد عن 53 بحثاً علمياً ألقاها في مؤتمرات محلية وإقليمية وعالمية وحكم وفحص ما يزيد عن مائة وخمسين بحثاً للنشر في مجلات علمية ورسائل ماجستير ودكتوراه وكتب علمية لمؤسسات حكومية داخلية وخارجية إقليمياً ودولياً كالجامعات ووزارات الإعلام في مختلف الميادين التاريخية ،الإدارية،السياسية،المالية،القانون،العلاقات الدولية والعسكرية، والاجتماعية والاقتصادية عبر العصور التاريخية .فضلاً عن نشاطاته الإدارية خارج المملكة وداخلها ومن بينها تأسيس الجمعية التعاونية لمنسوبي جامعة الملك سعود والإشراف على بعض الرحلات العلمية لطلاب قسم التاريخ بجامعة الملك سعود .ويتميز أيضاً بالجانب الإنساني والأخلاقي إذ شارك في حل بعض المشكلات الاجتماعية في قرى بني حمده لتصبح أنموذجا في الود والتعاون والترابط ويعود ذلك لدور الدكتور في إزالة الشوائب وتقوية الروابط هذا جانب يسير من سيرة البروفيسور سعد بن حذيفة الغامدي.