سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مونتانا" الجامعة التي فرَّ منها الطالب السعودي .. اغتصابٌ جماعيٌّ وجنسٌ وخمور صحيفة "ميسولاين" تكشف تقارير مفزعة من داخلها وتساؤلاً عن "الجاني والضحية"
شهدت جامعة "مونتانا" نحو 13 حادث اغتصاب جنسي لطالبات الجامعة، من قِبل طلاب زملاء لهن، داخل الجامعة وخارجها، وذلك خلال الفترة من سبتمبر 2010، وحتى ديسمبر 2011، منها حادث اغتصاب جماعي لطالبتَيْن من قِبل مجموعة طلاب، وهو ما يطرح التساؤل حول الطالب السعودي الذي اُتهم بالتحرُّش بطالبتين في الجامعة نفسها، قبل أن يَفِرَّ من الولاياتالمتحدة، وهل هو جانٍ أم ضحية سياسة إدارة الجامعة ومناخها العام؟ وعلى مدى أسبوعٍ كاملٍ قدّمت صحيفة "ميسولاين" المحلية، بولاية "مونتانا" الأمريكية، تقارير عن حوادث العنف الجنسي بجامعة مونتانا، وآخرها واقعتان في يومٍ واحدٍ، الجمعة 10 فبراير، واُتهم فيهما طالبٌ سعودي.
رسالة تحذير طفت الوقائع على السطح، بعد ظهر يوم الجمعة 17 فبراير، عندما أرسلت الجامعة رسالة تحذير للطلاب، تعلن فيها تعرُّض طالبتين للتحرُّش في اليوم نفسه ، الجمعة 10 فبراير، وحسب الإيميل قالت إدارة الجامعة "إنه في واقعتين منفصلتين، قام المتهم بإجبار الفتاة على تناول الخمر، وربما تعاطي المخدرات، ثم قاد بها السيارة إلى مسكنٍ قريبٍ من الجامعة، وحاول أو ربما اعتدى عليها جنسياً". وذكرت رسالة التحذير أن المتهم لا يزال طليقاً، وأضافت "من المعتقد أنه لا يزال هناك تهديدٌ لأفراد الجامعة أو الضيوف"، كما حذّرت من "قبول ركوب السيارات سواء بصحبة زملاء الجامعة أو الأغراب".
اغتصابٌ جماعي وكشفت الصحيفة عن قيام جامعة مونتانا بتكليف عضوة سابقة بالمحكمة العليا الأمريكية، ديانا بارز، بعمل تحقيقٍ مستقلٍ، وذلك عقب بلاغات عن تعرُّض طالبتَيْن من الجامعة لاغتصابٍ جماعي من قِبل طلابٍ بالجامعة، وأنهت المحققة بارز تحقيقها في شهر يناير 2012، وجاء فيه "أن الطالبتين أُجبرتا على تعاطي المخدرات، ثم تعرضتا لاغتصاب جماعي، وذلك في منتصف شهر ديسمبر 2011". وأضافت الصحيفة "إن التحقيقات ضمّت تسعة بلاغاتٍ عن اعتداءاتٍ جنسيةٍ داخل الجامعة وخارجها، وذلك في الفترة ما بين سبتمبر 2010 وديسمبر 2011". كما أكدت بارز في تقريرها "أن جامعة مونتانا تعاني مشكلة اعتداءاتٍ جنسيةٍ داخل حرم الجامعة وخارجها، وأنه على الجامعة اتخاذ خطواتٍ لمعالجة المشكلة، وتأمين سلامة الطلبة والعاملين بالجامعة والضيوف". وعقب صدور التقرير، بحث عميد الجامعة لشؤون الطلاب تشارلز كوتشر التحقيقات، ولوائح السلوك الجامعي الخاصة بالطلاب، ثم صدر قرار الجامعة بفصل طالب اُتهم باعتداءٍ جنسي، وحرمان طالبٍ آخر من دخول الحرم الجامعي، وذلك فيما يتعلق ببلاغاتٍ في منتصف شهر ديسمبر، كما تمت محاكمة طالبٍ ثالث بتهمة مواقعة فتاة دون رضاها، وذلك أمام محكمة المقاطعة.
اعتداءٌ جديدٌ وفي يوم الثلاثاء 21 فبراير، قدّمت الصحيفة تقريراً بعنوان "المشتبه به في واقعتَيْ الاعتداء، معروفٌ ولا تستطيع الشرطة القبض عليه"، وفي التقرير قالت الصحيفة "إن جامعة مونتانا تعرف اسم المتهم بالاعتداء على الطالبتين، يوم الجمعة 10 فبراير، وكذلك شرطة ميسولا، لكنها لا تستطيع القبض عليه، قبل أن تقوم إحدى الفتاتين أو كلتاهما بالتقدُّم ببلاغٍ رسمي"، ونقلت الصحيفة عن السيرجنت بوب بوشيه من مباحث شرطة ميسولا ، قوله "إننا لم نتدخل في التحقيق، حتى هذه اللحظة على الأقل، فكلتا الواقعتين يتم التعامل معهما من قِبل الجامعة، أو أمن الجامعة تحديداً". وفي تقريرٍ آخر للصحيفة يوم الخميس 23 فبراير قالت "إن شرطة ميسولا فتحت تحقيقاً في واقعتَيْ اعتداءٍ جنسي، ونقلت الصحيفة عن بيانٍ صحفي لشرطة ميسولا، بثته يوم الأربعاء 22 فبراير "أن الشرطة تلقت معلوماتٍ من الجامعة عن شخصٍ قدّم مشروباتٍ كحولية لفتاة". وحسب البيان "فإن فتاة أخرى تقدّمت ببلاغٍ، عن تعرُّضها لاعتداءٍ جنسي، وقامت الشرطة بمقابلة الضحية يوم الثلاثاء 21 فبراير"ونقلت الصحيفة عن سجلات الشرطة "أن الفتاة أُرغمت على ركوب سيارة في موقف (مركز لوماصن) وقد صنفت الشرطة الحادث بأنه واقعة اعتداءٍ تحت تأثير الخمر".
الطالب السعودي وتحت عنوان "هروب المتهم.. جامعة مونتانا انتظرت أسبوعاً قبل أن تبلغ الشرطة باسم المشتبه به" قدّمت الصحيفة تقريرها يوم الجمعة 24 فبراير، والذي ذكرت فيه لأول مرة أن المتهم طالبٌ (سعودي الجنسية)، ونقلت الصحيفة عن محقق شرطة ميسولا، سيرجنت ترافيس ويلش "أن الشرطة لم تحقق مع المشتبه به، لأنها لم تعثر عليه". وحسب الصحيفة: فقد قال طالبٌ يقيم في مساكن الطلبة المغتربين التابعة للجامعة، يوم الخميس 23 فبراير"إن زميلهم السعودي (المشتبه به) لم يظهر منذ أيامٍ قليلة". وأضافت الصحيفة: إن الطالب السعودي مشتبهٌ به في واقعة إجبار فتاةٍ على ركوب السيارة بمركز لوماصن، في الساعة 2.30 صباح يوم الجمعة، 10 فبراير".
مؤتمرٌ صحفي وحسب الصحيفة: عقد رئيس جامعة مونتانا، رويس إنجستروم، مؤتمراً صحفياً، يوم الجمعة 24 فبراير، فيما يتعلق بحادثَيْ الاعتداء، وأعلن إنجستروم أن (الطالب السعودي) المشتبه به في اغتصاب طالبةٍ والاعتداء على أخرى، تمت مقابلته من قِبل عميد الجامعة لشؤون الطلاب تشارلز كوتشر، وكان معه محاميه، وقد أخبر الطالب أنه متهمٌ بالاعتداء على طالبة، طبقاً لقواعد سلوك الطلاب، لكنه فرّ خارج البلاد. ونقلت الصحيفة عن عمدة مدينة ميسولا، جون أنجن، أنه قد تم إبلاغه من قِبل شرطة المدينة يوم الجمعة، أن الطالب السعودي قد غادر الولاياتالمتحدة. وقال رئيس الجامعة "نستطيع أن نبلغ الجميع، أننا تعاملنا مع الاتهامات بالاعتداء، وأن متهماً محدداً قد غادر، ولا تزال الجرائم الأخرى قيد التحقيقات". وأضاف إنجستروم "إنه لأمر محزن وغير مفهوم، أن تستمر هذه الانتهاكات الجنسية، في الأسابيع القلية الماضية، رغم التحذيرات العلانية التي تطلقها الجامعة" كما طالب الطلاب بأخذ الحيطة والحذر.
تحت المراقبة وحسب تقرير للصحيفة أمس الأحد 26 فبراير، فقد أضرّت هذه الحوادث بإدارة جامعة مونتانا ومصداقيتها، ونقلت الصحيفة عن تراسي كوكس المتحدثة باسم "المركز الوطني الأمريكي لمعلومات العنف الجنسي": أن المركز يتابع ما يحدث في جامعة مونتانا منذ منتصف ديسمبر 2011، بعد ظهور تقارير عن تعرُّض طالبتَيْن لاغتصابٍ جماعي من قِبل طلاب عدة بالجامعة، وقالت كوكس "إن الجامعة لم تتعامل مع الأمر بالجدية الكافية، مكتفيةً بالتحذيرات، ولهذا وقعت الحادثتان الأخيرتان، وقد هرب المشتبه، وهو الأمر الذي يمسُّ مصداقية الجامعة". كما نقلت الصحيفة عن كيلسن يونج، المدير التنفيذي ل "ائتلاف مونتانا ضدّ العنف المنزلي والجنسي" قوله إنه ينوي حضور اجتماع " "مجلس الحكماء في ديلون" حيث سيقوم كل ممثلي جامعات ولاية مونتانا بتقديم تقارير عن الإجراءات التي يتم اتخاذها بشأن الاعتداءات الجنسية، ويقول يونج "إن جامعة مونتانا سوف تكون تحت المراقبة الدقيقة".
تطمينات في محاولة من إدارة جامعة مونتانا لتدارك الضرر، وتحسين صورتها، استجابت الإدارة لطلب شرطة مدينة "ميسولا"، وحسب تقرير الصحيفة، تم عقد اجتماع بين إدارة الجامعة والشرطة، بحضور عمدة المدينة لمناقشة القضية، وفي ذلك الاجتماع أعلن رئيس الجامعة، بروتوكول تعاون مع الشرطة للإبلاغ عن الجرائم. ونقلت الصحيفة عن رئيس الجامعة قوله "لو كان هذا الطالب هو مَن ارتكب جريمة الاعتداء الجنسي، فبالتأكيد أرغب في القبض عليه، وجلبه لمواجهة العدالة". وأضاف "نستطيع أن نمنع هذا الشخص من العودة للجامعة.. ونؤكد أن جامعة مونتانا لا تزال مكاناً آمناً".