كشف الخبير المالي والاقتصادي الدكتور عبد الرحمن بن راشد العبد اللطيف، مساعد ممثل المملكة لدى صندوق النقد الدولي سابقاً المتخصص في اقتصادات دول مجلس التعاون، عن عدد من قضايا الفساد الفعلية، مسلِّطاً الضوء على أنظمة مكافحة الفساد في المملكة، وآثار وأسباب الفساد المالي والإداري. وقال العبد اللطيف في محاضرة الفساد، التي حملت عنوان "الآثار الاقتصادية للفساد المالي والإداري"، والتي ألقاها بعد ظُهْر اليوم الجمعة في ندوة الشيخ سعود المريبض الشهرية بالرياض، إن من إحدى قضايا الفساد التي سُجّلت سابقاً تجاه أحد الوزراء تخزين وظيفة مرموقة لمدة 15 عاماً حتى يتخرج ابن شقيقته، ويتسلم الوظيفة المخزنة! وأضاف بأن أحد وكلاء الوزارات اتجه إلى إعادة هيكلة الوكالة بضوابط تسمح بتوظيف أحد أقاربه قبل أن يعيد الهيكلة السابقة عقب أن تسلم قريبه الوظيفة! وأكد العبد اللطيف أن في المملكة أكثر من 40 نظاماً تتعلق بمكافحة الفساد، منها نظام تأديب الموظفين، الذي يشمل الوزراء. ومن أحدث هذه الأنظمة الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. وتحدث الخبير الاقتصادي عن دور الحكومة في مكافحة الفساد، وجهودها في هذا الجانب، كاشفاً عن وثيقة وقّعها المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في تاريخ 3-5-1354 ه، وضعت اللبنة الأولى لمكافحة الفساد. وقال العبد اللطيف إن أسباب الفساد الإداري والمالي تعود إلى غياب القدوة الحسنة في العمل الحكومي وضَعْف الأخلاقيات الوظيفية بالعمل وغياب المحاسبة العامة للمسؤول. وأكد الخبير الاقتصادي أن الفساد يُعتبر من معوقات التنمية. وقد شارك في المحاضرة المستشار في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عبدالرحمن العجلان، الذي أشار إلى أن الهيئة بدأت في مخاطبة العديد من القطاعات الحكومية للحصول على إفاداتها حيال بعض الشكاوى والقضايا. مبيناً أن الهيئة تستكمل أنظمتها وموظفيها ولوائحها، وتواصل عملها منذ إنشائها. يُشار إلى أن ندوة الشيخ سعود المريبض تُقام شهرياً في منزله بحي العليا في العاصمة الرياض.