توافد عدد كبير من القيادات الأمنية والتربوية والمُعلمين والطُلاب على الغرفة المنوم بها مُدير مدرسة الخليل بن أحمد الثانوية الأهلية بمُستشفى الملك فيصل بالطائف، عبدالله بن محمد بن سمران الحارثي، والذي تعرض لمحاولة اعتداء بالطعن من قبل مجموعة مجهولة من الأشخاص الملثمين، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي، فيما ناقشت معه الجهات الأمنية بعض المعلومات للإفادة منها في الوصول للجُناة. وأعربت مجموعة من طُلاب المدرسة عن رفضهم واستنكارهم لحادثة الاعتداء، رافعين لوحة كتبوا عليها "عفواً مُديرنا.. هؤلاء لا يُمثلوننا", فيما حملوا باقات الورود لمُديرهم مع عدد من مُعلمي المدرسة، وبعض المُديرين من زملائه. كما زار مُدير شرطة النزهة بالطائف العقيد خضران الزايدي، برفقة عدد من القيادات الأمنية بالمركز، المُدير المجني عليه، وتباحثوا معه طويلاً حول حادثة الاعتداء، فيما اكتفى المجني عليه بقوله إن الجُناة كانوا مُلثمين، ولم يكُن يرى ملامحهم على الإطلاق؛ حيث كانوا حريصين على إخفاء أنفسهم, مؤكداً أن المركبتين اللتين كانوا يستقلونهما "كامري وماكسيما" لا يستطيع تحديد موديلاتهما، وذلك إضافة لبعض المعلومات الأخرى المُتعلقة بالحادثة.
وذكرت المعلومات عن احتمالية البحث عن المتهمين بالاعتداء في الطُلاب الغائبين عن يوم الأربعاء الماضي، والتركيز عليهم تحديداً، والذين فاق عددهم 150 طالباً أغلبهم مُتأخرون والبقية غائبون. كما زار المُدير المجني عليه اليوم بغرفته، مُدير التعليم الأهلي والأجنبي علي بن محسن القحطاني، واطمأن عليه وعلى وضعه الصحي بعد أن كان مُدير عام التربية والتعليم بالطائف محمد بن سعيد أبو رأس ومُساعده وعدد من المسؤولين والمُشرفين بالإدارة قد توافدوا أمس على المُستشفى يوم الحادثة.
وخضع المُدير المجني عليه ليلة أمس لعملية جراحية استغرقت قرابة الساعة والنصف تم فيها تنظيف الإصابة التي لحقته جراء الطعنتين اللتين تلقاهما، إلا أنه يُحتمل نقله هذه الليلة لمُستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي؛ ليقف استشاري الأعصاب على آثار الطعنات للتأكد من سلامة الأعصاب، إلا أن مُشكلة السرير الشاغر قد تؤخر ذلك, فيما بدأت حالته الصحية في تحسن متواصل جراء الإصابات التي لحقت به.
وكان ملثمون يقودون سيارتين قد هاجموا مُدير مدرسة الخليل بن أحمد الثانوية عند خروجه من منزله متوجهاً لأداء صلاة الجمعة بمركبته الخاصة، وطاردوه حتى اصطدم بعمود كهرباء، وكسروا زجاج سيارته، وسددوا له بالسكين طعنتين خطيرتين، أولاهما أعلى كتفه وقريبة من القلب، والثانية في مفصل الكوع، وكانت عميقة، مع احتمال إصابته بقطع في الأعصاب، قبل أن يفروا هاربين، فيما قال له أحدهم قبل تسديد الطعنات بجسمه: "شايف الطابور الصباحي الإضافي؟ هذا آخر عهدك به"، فيما لا تزال الجهات الأمنية تبحث عنهم بشكل مكثَّف.