في إطار تعزيز برامج التأهيل والإصلاح، دشن نائب مدير عام السجون اللواء سعيد آل حسنية، مشروع البيت العائلي في سجن الملز بالرياض، والذي يعتبر من أهم المشروعات التي تنفذها المديرية العامة للسجون في إطار ما تقدمه من برامج إصلاحية تُعنى بالنزلاء ذات قيمة وأبعاد وانعكاسات إيجابية تُسهم بشكل مباشر في تقويم سلوكهم وإصلاحهم. ويعتبر برنامج اليوم العائلي أحد أبرز هذه البرامج لما يحققه من تقوية وزيادة أواصر التواصل بين النزيل وأسرته، ومساعدته على التكيف والاندماج في حياته الأسرية بعد انقطاعه عنهم.
ويأتي تدشين البيت العائلي في سجن الملز إيذاناً بتدشين بقية مشروعات البيت العائلي في سجون المدينةالمنورة وحائل وجدة وخميس مشيط وأبها، والتي اشتملت على 88 وحدة سكنية بمواصفات فندقية عالية تم تسليمها بالكامل لإدارة نسائية تحقيقاً للخصوصية التامة لأسرة النزيل، وتقوم بالإشراف الكامل على جميع الإجراءات الخاصة لهذا البرنامج ابتداءً من استقبالهم وحتى انتهاء اليوم العائلي.
ووفقاً لمعلومات اطلعت عليها "سبق"، فقد بلغ عدد النزلاء المستفيدين من برنامج اليوم العائلي والزيارة العائلية في العام الماضي 11224 نزيلاً في سجون المملكة، ويتوقع بعد إنشاء الوحدات الجديدة وتطوير الوحدات السابقة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة وإسنادها لإدارة نسائية ازدياد الأعداد بنسبة 100٪.
وتم تجهيز هذه الوحدات بكامل الخدمات المنزلية حيث يستطيع النزيل الاجتماع بعائلته (الزوجة والأبناء) منذُ الصباح وحتى المساء في وحدة من هذه الوحدات، والتي تشتمل على غرفة نوم رئيسية ومطبخ وصالة ألعاب للأطفال ودورات مياه، وتقدم لهم الوجبات والمشروبات الباردة والساخنة مجاناً، وكذلك جميع المستلزمات الصحية ومستلزمات النظافة.
من جانبه، بين مدير سجون منطقة الرياض اللواء مساعد الرويلي، أن برنامج اليوم العائلي من خلال مشروع البيت العائلي يساهم في توفير الأجواء المناسبة التي تساعد النزيل على التكيف والاستقرار النفسي أثناء فترة قضاء المحكومية من خلال ما التمسوه من تغير إيجابي يطرأ على النزلاء المستفيدين من هذا البرنامج الذي شكل لهم داعماً للالتحاق في بقية البرامج الإصلاحية المقدمة داخل الإصلاحيات.
وفي جانب آخر، أكد مساعد المتحدث الرسمي للمديرية العامة للسجون أن المديرية أنهت هذا المشروع في ست إصلاحيات تابعة لسجون مناطق المملكة والبقية سوف يتم الانتهاء منها في القريب العاجل، موضحاً أن هذه المشروعات تأتي في إطار اهتمام المديرية بتلبية احتياجات النزلاء، والتي تعتبر من أهم المشروعات الداعمة لانخراطهم في حزمهم من البرامج الإصلاحية المقدمة لهم.
وبين الرائد الحربي أن المديرية أخضعت البيت العائلي لدراسات مستفيضة خلُصت إلى إنشاء وحدات جديدة وتطوير السابقة من حيث التصاميم التي روعي فيها خصوصية النزلاء وأسرهم، وكذلك تطوير آليات التشغيل وتحسين الخدمات المقدمة في هذه الوحدات لظهورها بحلة جديدة، وإسناد إدارتها لطاقم نسائي متكامل 100٪ تم تأهيله لهذه المهمة من خلال ما يقدمه مركز تطوير القدرات النسائية التابع للمديرية العامة للسجون من دورات تخصصية وتدريبية.
وفي ذات السياق، أوضحت مديرة إدارة الإشراف النسوي في المديرية نوف العتيبي أن المديرية تولي نزلاءها أهمية كبرى بتقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية سعياً لتأهيلهم وإصلاحهم حتى يعودوا لمجتمعهم أعضاء صالحين، ومن ضمن الرعاية المقدمة للنزلاء افتتاح مشروع البيت العائلي لتمكينهم من قضاء يوم عائلي مع أسرهم بعيداً عن أجواء السجن.
وبينت أن إدارة الإشراف النسوي أنهت كافة استعداداتها لاستلام المشروع والإشراف على تشغيل البيوت العائلية في كافة سجون مناطق المملكة.