ضربت المطوفة راوية أحمد سفير الدين (37 سنة) أروع مثال في خدمة ضيوف الرحمن بعد أن وقفت بجوار حاجة هندية في شهرها التاسع من حملها ووضعتها على كفوف الراحة كي تتمكن من أداء فريضتها دون أن يؤثر الحمل في صحتها؛ ما دفع الحاجة إلى تسميه طفلتها "راوية" تيمناً باسم المطوفة؛ لما لمسته من حنان وحب ساهما في تخفيف معاناتها. فرحة التسمية لم تسع المطوفة راوية التي تساعد زوجها المطوف عصام محمد سفير الدين بمكتب طوافة رقم (50) التابع لمؤسسة حجاج جنوب آسيا، حيث قامت منذ صغرها على خدمة حجاج بيت الله الحرام من خلال العمل في مكتب والدها المطوف، وبعد زواجها ساندت زوجها بتطويف الحجاج، واهتمت برعايتهم وراحتهم من خلال إشرافها على مخيمات مشعر منى الطاهر. ونذرت المطوفة راوية لله إذا كبرت الطفلة وبلغت سن الرشد أن تتكفل بكل نفقات الحج من بلدها إلى انتهاء نسكها وإعادتها إلى بلدها كهدية منها على التيمن باسمها وولادة الطفلة في مكة. وبدأت قصة الحاجة الهندية والمطوفة راوية التي حصلت عليها "سبق" عندما وصلت الحاجة وهي حامل إلى مكةالمكرمة، والتقتها المطوفة أثناء الترحيب بالحاجات من خلال حفل استقبال مبسط، حيث رأت المطوفة في عيني الحاجة شغف أداء الفريضة متحملة كل الظروف لكي تتمكن من أداء الركن الخامس؛ ما عزز في عيني راوية حب المساعدة. وشكلت المطوفة وزوجها فريق عمل لخدمة حجاج بيت الله الحرام بصفة عامة، والحاجة الهندية بصفة خاصة، حيث قدموا لها الرعاية الطبية الكاملة بتخصيص طبيبة لمتابعة حالتها الصحية، ووضع الجنين والطرق الممكنة بعد قدرة الله في تمكين الحاجة من تحقيق حلمها في الحج، وجعل طفلها ينعم بصحة جيدة. وخلال تلك الفترة كان للحاجة الهندية برنامج غذائي خاص وخطة تنقل براحة كاملة في المشاعر المقدسة، وبعد إتمام الحاجة فريضتها بسلام، وفي ثالث أيام التشريق أحست بآلام المخاض حيث نقلت إلى مستشفى النساء والولادة والأطفال بحي جرول، ووضعت جنينها بيسر وسهولة. وكانت سعادة المطوفة بمساعدة الحاجة لا توصف، حيث قامت بعمل حفل سابع للأم وطفلتها في إحدى الاستراحات، كما قدمت الدعوة لعدد من المطوفات وقريباتها، إضافة إلى النساء في البعثة الهندية؛ ما أدخل البهجة والسرور على قلب الحاجة التي قررت تسمية طفلتها على اسم المطوفة لما رأته من أيادٍ حانية وقلب محب لخدمة حجاج بيت الله، ولكي تكون ابنتها مثل هذه المطوفة التي تكفلت بحجة الطفلة متى ما قررت أداء الفريضة.