تشهد البراري الشرقية لمحافظة رفحاء، هذه الأيام، معارك حامية الوطيس فيها كر فر بين الصقور وطيور الحبارى بمختلف أشكالها وأنواعها، يتخللها تمويه وتخف ومناورات، وغالباً ما تنتهي بمقتل الحبارى أو إصابتها وتمزيق أجسادها بمخالب الصقور الجارحة. وصيد الحبارى بالصقور من الهوايات القديمة والغائرة في أنفس الصيادين من أبناء الجزيرة العربية، وهي جزء لا يتجزأ من روتين حياتهم الموسمي، حيث إن بينهم وبين هذا الطائر علاقة عشق وولع منذ أزمنة مديدة وتزداد مع مرور الأيام حتى تأصلت وتجذرت في قلوبهم، وأصبحت مصدر حبور وسعادة لهم.
ويروي الصقار نهار الشمري ل "سبق" طريقة قنص الحبارى بالصقور ويقول: "في البداية يجب أن يكون الصقر مدرباً على القنص بوقتٍ مبكر قبل موسم الهجرة، ومع بداية دخول الحبارى وعبورها لأراضي المملكة قادمة من سيبيريا والعراق وإيران، نبدأ بأخذ مواقع قريبة من مسار الهجرة وأغلبها شمالي من الخشيبي وشعبة نصاب والهباس، لتلقف الحبارى وصيدها قبل انتقالها لمناطق أخرى".
ويضيف: "نبدأ بالبحث عن الحبارى من خلال اقتفاء آثارها أو كشفها بالدرابيل والمناظير، وأحياناً بالعثور على مخلفاتها في البيئة، حتى رصدها وتحديد موقعها، وبعدها نبدأ بنزع البرقع عن رأس الصقر ونطلقه في الهواء باتجاه الحبارى لتبدأ المطاردة الشيقة بين طائرين يريد أحدهما الحصول على وجبة يملأ بها معدته وآخر يسعى جاهداً للهروب من الموت ومواصلة هجرته، ونحن نتابع الموقف خلفهم بسياراتنا حتى تسقط الضحية بمخالب الصقر الجارحة".
وكشف "الشمري" أن الحبارى تهاجر في الليالي المقمرة، ويستطيع بعضها التخفي عن الصقر والإفلات منه بسهولة إن لم يكن على قدرٍ كافٍ من العناية والاهتمام من جميع النواحي بما فيها الغذاء وغيره ما يساهم في تجهيز الصقر للصيد والانقضاض السريع، أما المطاردة فتظهر مدى تفرس الصقر وسرعة اقتناص الطريدة ومدة صيد الحبارى أثناء المطاردة مقرونة بنوعية الصقر والتدريب المسبق له.
وتتكاثر الحبارى في البراري الواقعة شرقي محافظة رفحاء، وشمالاً من قرية الخشيبي ومدينة شعبة نصاب بالإضافة لمركز روضة الهباس، وقد تمكن الصيادون من اقتناص أعداد كبيرة منها خلال الأسابيع الماضية وحتى أمس الأول.