تشهد محافظة النعيرية هذه الايام اقبالا كبيرا من الصيادين الذين يأتون من مناطق المملكة ومن دول الخليج المجاورة ويقضي معظمهم اياما طويلة في مخيمات برية وتزدحم الفنادق والشقق المفروشة باعداد كبيرة منهم وتشهد الاسواق ومحلات بيع الجوال والبقالات والمطاعم ومحطات الوقود نموا في عدد زبائنها وانتعاشا في عملية بيعها لا تكون عادة الا في موسم الصيد. وبمناسبة موسم (القنص) قمنا بزيارة لعدد من الصقارين في محافظة النعيرية الذين حدثونا عن كل مايتعلق بموسم الصيد من الاستعداد للصيد وانواع الصقور وغيرها. متعة حقيقية في البداية التقينا بالصقار (حمود ناصر الفرو) الذي وصف موسم الصيد بالمتعة الحقيقية الذي يستقبله الصيادون بالفرح ويبشر بعضهم بعضا ويقضي الصقار نهاره كاملا من طلوع الشمس وحتى مغيبها وهو يبحث عن حظه من الطيور المهاجرة خاصة طير الحبارى والكروان. ويعتبر طير الحبارى افضل الطيور المهاجرة والاكثر طلبا من قبل الصقارين ونستعد لموسم الصيد بتدريب (الصقر) في بداية برودة الجول لان الطير لا يتحمل الحرارة وذلك في بداية طلوع سهيل ويكون في الاوقات الباردة كبعد الفجر وقبل مغيب الشمس حيث نقوم بنقل الطير على ايدينا ونلبس (الدس) لتحمينا من مخالب الصقر ونستمر على هذه الطريقة مابين سبعة ايام الى عشرة ايام نعطيه اللحم بايدينا حتى يتعود علينا ويألفنا واقوم بتفريعه وذلك بخلع البرقع الذي على رأسه واذا انتهيت من تدريبه ألبسته البرقع حتى لا تعود اليه الوحشية فندعيه باسمه ونربطه بخيط طوله 200 متر تقريبا ويمسك الصقار بحمام او بملواح وهو جناح الحبارى وندعيه ونصيح له لنلفت انتباهه حتى يتعود على الصيد وعن الامراض التي تصيب الصقور قال تصيبها امراض كثيرة واشهرها واشدها هي: 1. السدة.. تبدأ بالحفا وهي نقطة سوداء في كف اليد حتى تكبر فتصبح سدة وعندما تصيبه يعيب ويصبح غير قادر على الصيد والسبب في ذلك رطوبة الجو والارض ويمكن علاجه اثناء بداية المرض. 2. الصرع.. وهي حالة تصيب الصقر اثناء مطاردته للفريسة ويكون علاجه عن طريق الادوية واذ لم تنفع نعالجه بالكي. 3. القلاع.. التهاب داخل الفم ويتم علاجه بالادوية. 4. دودة الرئة. 3 أنواع وذكر الصقار (فايح ضيف الله العتيبي) ان الصقور ثلاثة انواع الحر, الشاهين, الوكري وهناك انواع اخرى دخيلة علينا مثل: الجير, والتهجين والتي يكثر تواجدها خارج السعودية وافضل انواع الصقور هو الحر وله ثلاثة انواع الحر الصافي الشامي والحر الاسود السنجاري والحر الصافي الفارسي وهو افضلها وذلك لحبه للصيد وفعله النادر ولديه مقاومة شديدة لحرارة وبرودة الجو وبالطلعة على فريسته عندما يصقره صقاره ويصبر عن الاكل والشرب لاربعة ايام متتالية على عكس الطيور الاخرى واثناء رحلة الصيد والبحث عن الحبارى يتم تغطية عيني الصقر ببرقع حتى يحفظه من ان يكفخ ويكسر جناحيه وعندما يجد الصقار اثر الحبارى يقوم بتتبع الاثر وبتفريع الصقر (خلع البرقع من رأسه) لكي يرى الحبارى ونعرف انه رآها من صفاوة وجهه ومده لعاتقه للاعلى ويمغط جناحيه ويتهيأ للطيران ثم اهده على فريسته التي يراها من على بعد 8 كيلو مترات فلديه قوة نظر عجيبة جدا ومن ثم يطاردها حتى ينقض عليها واسوق خلفه واراقبه حتى لا يأكل الفريسة فهو اذا شبع يهرب من صاحبه ولا يعود اليه حتى يجوع. ويختلف صيد الارنب عن الحبارى فيمكن للصيادين المهرة والكبار معرفة اثر الارنب ووقت الاثر هل هو في اول الليل او في آخره فاذا كان في اول الليل تركناه لان الارنب كثير المشي وربما ينتهي النهار ونحن نقص اثره اما اذا كان في آخر الليل فاتتبع الاثر حتى اصل اليه وغالبا ما اجده على بعد 3 و 4 كيلو مترات وعندما يشاهد الارنب الصقر يظل واقفا لا يتحرك حتى لا يشاهده الصقر والمعروف ان الصقر لا يشاهده الا اذا تحرك ويقوم الصقار بنفج الارنب حتى يتحرك ويطارده الصقر. الأماكن المرتفعة وذكر الصقار (حسن سدران الشمري) ان الطيور المهاجرة تبدأ بعبور الساحل في بداية الموسم حيث تفر من المناطق شديدة البرودة كروسيا وباكستان وافغانستان بحثا عن المناطق الدافئة ويكون عبورها في القمرا وعندما يكون القمر ساطعا على البحر ويستمر موسم الصيد حتى منتصف رمضان وبعدها ينتقل الصيادون الى المناطق الشمالية لاستكمال موسم الصيد ونستدل بوصول طيور الحبارى بمشاهدة طير الكروان الذي يسبقه هجرة بعشرة ايام تقريبا. وفي الربيع واثناء عودة الطيور المهاجرة من هجرتها يكثر صيد الكروان الذي يتكاثر اثناء عودته بينما يكون قليلا اثناء قدومه وعبوره ويختلف الصقارون في حصيلتهم اليومية من الصيد فربما يمضي اسبوع على البعض دون ان يصطاد وهناك من يوفقه الله بصيد وفير. وعن اماكن تواجد الطيور المهاجرة قال من خلال تجربة الصياد وخبرته يستطيع ان يصل الى اماكن تواجدها وهناك اماكن تكثر فيها وهي الاماكن المرتفعة التي يكثر فيها شجر الرمث والعرفج والتي تكون متساوية لكي تختفي عن الطيور الجارحة.