كرّم مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الطائف، الدكتور محمد بن حسن الشمراني، الطالب اليمني عبد العزيز بن حسين الأهدل، وزميله السوداني محمود عبد الصادق، اللذين اكتشفا المصاحف الملقاة بمجاري تصريف مياه السيول بحي السلامة في المحافظة، وذلك تقديراً لهما ولحرصهما على حماية القرآن الكريم. وجاء التكريم صباح اليوم بمكتب المدير العام، بحضور مدير إدارة التوعية الإسلامية مساعد العبيلان، مدير إدارة النشاط الطلابي سامي العصيمي، مدير إدارة الإعلام التربوي عبد الله الزهراني، وكيل مجمع الأمير محمد بن عبد الرحمن خالد الحارثي، إضافة إلى والد الطالب اليمني عبد العزيز الاهدل.
وفي بداية اللقاء التكريمي، قال مدير إدارة التوعية الإسلامية: "لا بد من التأكيد على أهمية العناية بكتاب الله عز وجل والإشارة إلى حرص واهتمام حكومتنا الرشيدة بكتاب الله، ومن هذا المنطلق حرصت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف على تكريم طالبين كان لهما دور كبير في العناية بكتاب الله عز وجل، حيث قام ولي الأمر بالتواصل مع الجهات الأمنية والمختصة لاستخراج المصاحف الملقاة بمجاري تصريف السيول".
وقال مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الطائف: "سعادتنا بالغة باهتمام الطالبين بالقرآن الكريم وما سخره الله لهما من فطنة في اكتشاف المصاحف التي كانت في هذا الوضع غير اللائق، حيث أصرّا على حماية المصاحف من التدنيس، والقرآن الكريم محفوظ إلى قيام الساعة".
وأضاف الدكتور "الشمراني": "من أقدم على هذا العمل المشين ودنّس المصاحف لا يمت للدين أو الأخلاق أو القيم بصلة، لكن هذه الواقعة يجب أن تذكّرنا بضرورة الاهتمام بكتاب الله عز وجل تلاوة وحفظاً وعملاً به مع نشر ثقافة العناية بالقرآن الكريم والاهتمام به وحفظه في الأماكن اللائقة به".
وتسلّم الطالبان المكرمان الهدايا التقديرية من مدير التعليم الدكتور محمد الشمراني.
وقال الطالب عبد العزيز الأهدل والطالب محمود عبدالصادق إنهما أثناء انصرافهما من المدرسة يوم الخميس الماضي، وفي طريق عودتهما إلى المنزل، وتحديداً بجوار حديقة مسجد ابن سرور بحي السلامة، لاحظ "محمود" وضع الغطاء الحديدي لمجرى تصريف السيول، وعندما نظر مع زميله "عبد العزيز" بداخل المجرى فوجئا بوجود كمية من المصاحف مبللة بالمياه.
وقرر الطالب "عبد العزيز" إبلاغ والده لكنه عندما وصل إلى المنزل وجد والده نائماً فقرر إبلاغه لاحقاً، ثم في مساء يوم الجمعة أبلغ الطالب والده بالأمر ولكن الوقت كان ليلاً ومن الصعب رؤية ما بداخل تلك المجاري في الظلام؛ فوعد الأب ابنه بالذهاب إلى الموقع صباحاً.
وقال الأب حسين الأهدل إنه ذهب مع ابنه صباح يوم السبت الماضي إلى الموقع وصدم من كمية المصاحف التي تبللها مياه التصريف، ولم يتردد في إبلاغ الجهات الأمنية التي نسّقت مع الجهات المعنية لمباشرة الحالة واستخراج 200 مصحف.
وأشار الطالب عبد العزيز الأهدل والطالب محمود عبد الصادق إلى أنهما حريصان على العناية بكتاب الله عز وجل، وأكدا أن هذا ما دفعهما إلى إبلاغ ذويهما.
وستتولى إدارة ومنتسبو مجمع الأمير محمد بن عبدالرحمن "القسم المتوسط" تكريم الطالبين غداً الثلاثاء في حفلٍ خاص يقام بالمناسبة، وسيشهد الحفل تكريم "سبق" على جهودها في نشر الواقعة وتصويرها وإظهارها للقراء.
ودعا المشاركون في تكريم الطالبين اليوم الجهات الأمنية وأعضاء الهيئة إلى الكشف عن اليد التي ارتكبت ذلك الجرم وتقديم صاحبها إلى العدالة، حيث تشير المعلومات إلى أن أحد السحرة هو الذي ارتكب هذه الجريمة بهدف التقرب إلى الشياطين.
وعلمت "سبق" أن أعضاء الهيئة الذين تولوا غسل المصاحف وتطييبها بماء الورد، اكتشفوا أنها كانت مدنسة ب "البول والبراز" على الرغم من أنها ألقيت في مجرى السيول بعيداً عن مجرى القاذورات، وهذا ما يؤكد أن ساحراً كان وراء تلك الجريمة المشينة.