أفرزت أحداث الشارع الرياضي في المملكة مفاهيم خاطئة لدى الجمهور عامة والنشء خاصة تصدى لها "بعض" المحللين الرياضيين في البرامج الرياضية أبرزها ثقافة الإقصاء والمناطقية، وعدم تقبل الآخر بسبب تعارض الميول. وعبّر شباب جامعيون في حديثهم ل"سبق" عن امتعاضهم الشديد لما آلت إليه الرياضة السعودية من انتقال المنافسة إلى خارج الملعب، وتبني قضايا بعيداً عن الكرة ما أدى إلى زراعة الحقد والبغض والتعصب الأعمى في نفوسهم، مبينين أن هذا ينافي الهدف من الرياضة بمسماها وشموليتها.
وقال الطالب الجامعي فواز سعد "20 عاماً" إن ثقافة الحوار الهادئ ودبلوماسية الإقناع تكاد تنعدم في مقومات الإعلاميين الرياضيين، وأصبحت الاتهامات المتبادلة والألفاظ النابية على الهواء هي سمة البرامج الحوارية، مما ولد جيلاً يحمل خطاباً ركيكاً ولغة "شوارعية" في تعاطيها مع الأحداث.
وكشف الطالب ياسر الفهيد "19 عاماً" أن التعصب الأعمى للرياضة في السعودية وجد دعماً عير مهني من قِبل بعض الإعلاميين في القنوات الرياضية، وأصبحوا يبحثون عن الضيف الذي يلقي التهم في كل اتجاه لكسب المشاهدين، الأمر الذي انعكس سلباً على المتلقي وزرع ثقافة الحوار السلبي والدخول في النوايا.
وأشار الفهيد إلى أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عمل برامج حوارية ميدانية تحت مسمى "مقهى الحوار" موجهة للشباب بمختلف الأعمار أثمرت عن غرس مفاهيم ومهارات لفن التخاطب والاستماع والحوار الهادئ البعيد عن التشنجات".
وعن حاجة الشباب لأسس الحوار الناجح أوضح الشاب علي السرباتي أن ما يشاهده عبر البرامج الرياضية هي ثقافة "إن لم تكن معي فأنت ضدي" باتت تنتقل إلى المجالس العامة فأصبحت لغة التخاطب السائدة بين بعض الشباب الهجوم وعدم التنازل عن القناعات.
وتابع السرباتي قائلا: "مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من بين الجهات التي قامت بنشر ثقافة الحوار وتقريب وجهات النظر، واستطاع الوصول للشباب في الأماكن العامة التي يرتادونها كالمقاهي ال"كوفي شوب" وقام بعقد حوارات بينهم وبين المهتمين بشباب الوطن من المشايخ وطلبة العلم والمفكرين ورموز المجتمع، وخرج الجانبان بفوائد جمة، فالطرف الأول تلمس همومهم، والطرف الثاني أوصل قناعته، وتعلم أسلوب ومقومات الحوار الإيجابي".
كما بيّن حيدر الشهراني أن الطرح البذيء والساذج نقل عن شباب هذا البلد صورة سيئة للمتابعين في الخارج، مشيداً بأدوار بعض الجهات المهتمة برفع مستوى الحوار.