ازدادت مؤخراً حدت النقاشات الرياضية على التلفزيون، ألفاظ جارحة وخارجة عن الذوق العام، ضيوف مشحونون فجأة وجدوا انفسهم امام سحر الكاميرا وتناسوا ابسط ابجديات ادب الحوار، الانعكاس لهذه التصرفات يظهر بصورة سريعة وجلية على المشاهد، وتزداد المعاناة في اوساط المشاهدين الصغار العاشقين للكرة ومتابعة دهاليزها وقلة ادب حواراتها. الكثير يعتبرون ان التعصب هو المحرك الرئيسي لما يحدث حاليا من حولنا، شخصيا اخالفهم الرأي، الامر لا يتعدى كونه ثقافة شوارعية اتيحت لها الفرصة للشتم والسب والقذف واستعراض العضلات، والتمتع بصورة سادية غير متناهية بعدد الآلاف من المشاهدين الذين اطلعوا على حفلة قلة الادب من خلال اليوتيوب، والغريب ان درجة عدم الذوقية تنعكس بصورة مفاجأة وعكسية على القناة التي استباحت الذوق العام، فنجد ان الخارج عن الذوق العام يستمر في اداء دوره بغرور وغطرسة، وكأن ما حدث امر طبيعي ولا يستدعي الاعتراض او حتى النقاش، والادهى والأمر ان الكل يتمنى فرصة جديدة لإظهار المواهب غير الذوقية للإثارة وزيادة الوعي بقلة الذوق. الامر بالفترة الاخيرة مثير للانتباه، والتسابق على نشر السلبيات والكلمات الجارحة يتم بحرفية متناهية وبسرعة الصاروخ لكي تتناوله مواقع الانترنت ويعرض باستمرار عبر رسائل البلاك بيري مسنجر او الواتس اب او تويتر او الفيس بوك وغيرها من وسائل الاعلام الحديثة التي جعلت من الشتم والسباب والتلاسن اهم من الحدث الرياضي الذي تعلمنا من صغرنا مقولة كنا نرددها ان "الرياضة فن واخلاق" وليست شتماً وسباباً. هذا الاحتقان الاعلامي الرياضي فضائيا من الامور المخجلة بالفعل والتي تستحق تدخل الجهات المختصة لوقف هذا النزيف الاخلاقي، لكي لا تصبح ذائقتنا سادية في متابعتنا للتحليل او النقاش الرياضي، فيكون البرنامج او الضيف غير مرضي لغرورنا او احاسيسنا، اذا لم يشتم او يسب، او تفلت اعصابه وكأنه في حراج وليس امام مشاهدين يفترض بالمقام الاول ان يحترمهم، ويحترم من معه بالبرنامج، ولهذا لو تمت معاقبة أي خارج عن الذوق العام من الاعلاميين الذين اشتهروا بالانفلات الاخلاقي، سنحفظ بالمقام الاول ماء الوجه لذوقنا العام وايضا سنحافظ على اجيالنا لكي لا تصبح لغة السب والشتم من المسلمات الرئيسية والهامة في البرامج الرياضية، بعد ان عودنا فيصل القاسم عبر برنامجه بالتشابك بالأيدي والمضاربات على الهواء مباشرة، وكادت او قد تحدث مستقبلاً لدينا في برامجنا الرياضية، وتملكنا الدهشة فيما بعد ونحن نتساءل ما الذي جعل رياضتنا تتلطخ بالشتم والمضاربات في المواقف والمؤامرات غير المستساغة، فنحن امام تحدٍ بالفعل لكبح جماح الخارجين عن الحياء العام، وتضييق الفرص عليهم لكي لا تكون تصرفاتهم الصبيانية من اساسيات الاثارة الاعلامية التلفزيونية، لان المشاهد من حقوقه البسيطة احترام مشاعره وذائقته، بعد ان اصبح يصارع ما بين قلة ذوق الحوارات الرياضية ومشاهد الاعلانات الخادشة وافكار بعض المسلسلات العربية الخارجة عن ابسط مفاهيم الذوق العام!.