اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الأحد أسرة رئيس البرلمان بالفساد خلال مناقشة غاضبة، مما يكشف عمق الصراع بين الرئيس ومنافسيه في الأشهر الأخيرة من فترة ولايته. وانتهز أحمدي نجاد فرصة إلقاء خطاب يدافع فيه عن وزير يواجه العزل من منصبه؛ ليكيل الاتهامات بالفساد لأسرة رئيس البرلمان علي لاريجاني في جلسة ساخنة، غلب عليها الصياح والانتقادات اللاذعة.
وصوّت البرلمان بأغلبية 192 صوتاً مقابل 56 لصالح عزل وزير العمل عبد الرضا شيخ الإسلام؛ بسبب ما قال نواب إنه تعيين غير قانوني لسعيد مرتضوي الذي كان مدعياً سابقاً، واتهم بعلاقته بمقتل سجناء.
وقال أحمدي نجاد: إن لديه تسجيلاً لمحادثة خاصة بين فاضل لاريجاني- شقيق رئيس البرلمان- ومرتضوي، يثبت أن العائلة استخدمت الشهرة الرسمية للإخوة لاريجاني الخمسة لتحقيق مكاسب اقتصادية.
وعرض الرئيس مقطعاً من التسجيل، لكن صوته لم يكن مسموعاً في القاعة، فقرأ ما قال إنه تلخيص للمكالمة.
وزعم الرئيس الإيراني أن فاضل لاريجاني لمح في اجتماع مع مرتضوي إلى أنه يمكنه استخدام نفوذ شقيقه في إزالة عقبات أمام شركات خاصة، مقابل المشاركة في مشروعاتهم.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن أحمدي نجاد قوله: "هذا صوت وصورة والشريط واضح. إذا رأى رئيس البرلمان المحترم ذلك ملائماً يمكننا أن نسلمكم 24 إلى 25 ساعة (من التسجيلات)".
ورد علي لاريجاني- المنافس المحتمل في الانتخابات الرئاسية القادمة التي تُجرى في يونيو- قائلاً: "إن اتهامات الرئيس لا علاقة لها بالاتهام لشيخ الإسلام". ونفى الاتهامات بالفساد.
وقال لاريجاني: "مشكلتنا أن رئيسنا لا يراعي السلوك الأساسي اللائق. لماذا تناقش هذا الأمر هنا؟!".
وواصل لاريجاني كلامه قائلاً: "في الحقيقة هذا أمر جيد... أنك عرضت هذا الشريط اليوم حتى يفهم الناس شخصيتك بشكل أفضل".
وفي هذه اللحظة ضجّت قاعة البرلمان بعبارات السخرية. ثم طلب أحمدي نجاد الكلمة مرة أخرى، وهو الطلب الذي رفضه لاريجاني، فغادر أحمدي نجاد القاعة.
وكان أحمدي نجاد قد لمّح مراراً خلال العام الماضي إلى أنه يملك أدلة على وجود فساد في إيران على أعلى المستويات، لكنه حتى الآن لم يقدِّم أدلة محددة.