تساءل عدد من ملاك الأراضي في مخطط مِنح المحلة "50 كلم شمال جازان" عن سبب تأخُّر الجهات المسؤولة في إيصال الخدمات وسفلتة الشوارع لمخططهم؛ ليتمكنوا من بناء أراضيهم، وتوفير السكن لأسرهم، مبينين أن المخطط ظل على حاله منذ سبع سنوات دون أي خدمات؛ ما زاد من الآثار السلبية للأزمة العقارية على العيش الكريم للمواطنين. بيع الأراضي وقال ل"سبق" صاحب أحد مكاتب التسويق العقاري، عبده معيض: "إن أكثر من ثلث ملاك الأراضي في مخطط المحلة 105 باعوا أراضيهم، وكان أكثر الأسباب تكراراً في مكاتب العقار هو تأخير وصول الخدمات للمخطط، وأكثر من يبيعون أراضيهم يذهبون لشراء أراض أخرى، توجد فيها الخدمات كالأسفلت والكهرباء والماء والهاتف؛ حيث إنها لا توجد في مخطط المحلة 105".
وأضاف: "لا أعلم ما الأسباب التي جعلت الجهات المسؤولة عن المخطط تتأخر إلى هذا الحد الذي يزيد على سبع سنوات". مضيفاً بأن "الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو أمير جازان محمد بن ناصر حثا المسؤولين على إنجاز أمور المواطنين، والوقوف معهم؛ حتى تتيسر لهم سبل العيش الكريم، ونحن نعلم أن مسؤولينا محل ثقة ولاة الأمر، وهذا ما يجعلنا نترقب وصول الخدمات للمخطط".
خدمات ضرورية وبدوره تحدث المواطن فهد زغيبي ل"سبق" قائلاً: "منذ عام 1395ه بادر أهالي القرية بالتنسيق مع بلدية محافظة صبيا؛ لإنشاء المخطط السكني، وتقدموا لوزارة الشؤون البلدية والقروية حينئذ بطلب تخطيط جزء من الأرض؛ لينتقل إليه المواطنون المهددون بسيول وادي بيش، ووافقت الوزارة مشكورة، واعتُمد مخطط فرشة المحلة، ووزع على المواطنين المتضررين، إلا أنه لم يفِ بالاحتياج".
وتابع: "رفع أهالي القرية بمخطط آخر متاخم لمخطط فرشة المحلة، واعتُمد المخطط رقم 105 ليوزع على المواطنين، وبعد توزيعه على نحو 80% من أهالي قرية المحلة غوان توقف العمل لفترة طويلة، وإلى الآن لم تصل إليه أي خدمة من أسفلت وكهرباء وماء وهاتف وإنارة، وغيرها من الخدمات التي تُعَدّ ضرورية لنستطيع البناء والسكن في المخطط بعد أن أهلك جيوبنا غلاء الإيجار".
وأوضحت إحدى المواطنات - فضّلت عدم ذكر اسمها - أنها بنت عمارتها بقرض عقاري في أرضها بمخطط المحلة 105، لكن المقاول اعتذر عن عدم تكملة البناء؛ لعدم وجود أي خدمات في المخطط، وقالت: "كلما جئت بمقاول يعتذر، وحتى إن بنيت كيف سأسكن في صحراء قاحلة وأنا امرأة وحيدة لا حول لي ولا قوة؟!".
توزيع الأراضي وشكا خالد عبده من تأخير توزيع منح المخطط لمدة تزيد على سبع سنوات قائلاً: "منذ تاريخ 1426ه ننتظر أن توزع البلدية ما تبقى من أراضٍ، وعددها 171 قطعة، على المواطنين، وبعد أن سمعنا قرب توزيعها ردت علينا البلدية بأنه: ليست لكم صكوك، وإنما وثائق ملكية فقط. وهذا أمر لا نرغب فيه، ونحن من حقنا أن تكون لنا صكوك على أراضينا؛ لأن أراضينا وُزّعت علينا قبل القرار القاضي بإعطاء وثائق بدلاً من الصكوك؛ ونتمنى من الوزارة النظر في مخطط المحلة، وأن تساهم في حل أزمة العقار التي تعود سلباً على المواطنين".
شيخ القرية وقد أشاد عدد من أهالي قرية المحلة غوان بجهود شيخ القرية "هادي بن علي ربيّع"، الذي كان له دور كبير في متابعة إنشاء المخططات، والتواصل مع البلدية؛ ما ساهم بشكل كبير في اعتماد المخططات، وتوفير ما يمكن توفيره من خدمات في ظل اتساع نطاق الخدمات التابع لها، وعدم وجود ميزانيات مخصصة للمخططات في الفترة السابقة.
جهود محافظ صبيا وشكر كذلك عدد من أهالي قرية المحلة جهود محافظ صبيا، محمد عباس حكمي، في تذليل الصعوبات والعقبات التي واجهت تنفيذ المخطط وتوزيع الأراضي.
المجلس البلدي وقال عضو المجلس البلدي بمحافظة صبيا، إبراهيم غالب نمازي: "في ظل حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على توفير السكن النموذجي لكل مواطن في محل إقامته، وتجنيبه عناء الغربة والتشرد عن أهله وذويه، فقد تم بفضل الله ثم بمتابعة وتوجيه صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، توفير واعتماد عدد من المشاريع الخاصة بمخطط فرشة المحلة ومخطط 105، وتوجيه سموه بالإسراع في تنفيذها، واستكمال بقية الاحتياجات".
وتابع: "وبناء عليه تم اعتماد مشاريع سفلتة وإنارة في مخطط فرشة المحلة في المرحلة الأولى بما نسبته 40% من سفلتة وإنارة ورصف الشوارع الرئيسية والفرعية، كما تم -بحمد الله- اعتماد مشاريع ردم وتسوية، وإنشاء ممرات لمخطط 105، يجري تنفيذها حالياً، بينما تم اعتماد ستة ملايين ريال ضمن مشاريع الوزارة لاستكمال مشاريع المخططات السكنية، خُصّصت جميعها لاستكمال سفلتة وإنارة ورصف الطرق الرئيسية والداخلية في مخططي المحلة، وسيتم توقيع العقد مع المقاول خلال الأيام القليلة المقبلة. كما أن إنشاء الحدائق في المخطط يقع ضمن خطة البلدية للعام المالي الحالي، وستساهم في تقديم الخدمة لساكني المخططين وسكان القرى المجاورة لها".
وأضاف: "خدمات تمديد شبكات المياه والكهرباء والاتصالات واقعة ضمن خطط وزارة المياه والكهرباء وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ولا شك أنها بحاجة إلى متابعة مستمرة من المواطنين للدفع باتجاه استكمالها قبل الانتهاء من أعمال السفلتة، وبلدية صبيا كانت تعاني في السنوات الماضية اتساع نطاق خدماتها الذي كان يشمل ما يزيد على 400 قرية وهجرة، إضافة إلى المدينة والمراكز التابعة لها، وهو ما شكل عائقاً كبيراً في الوفاء باحتياجات التجمعات السكانية الواقعة في نطاقها، التي تعتبر مخططات المحلة من ضمنها، لكن بعد افتتاح عدد من البلديات الجديدة، التي أسهمت في تقليص نطاق خدمات بلدية صبيا، وبعد تخصيص مبالغ خاصة ضمن ميزانية الوزارة باستكمال خدمات المخططات السكنية، أصبحت الفرصة أكبر لاستكمال الخدمات بالمخططَيْن".
ومن جانبه قال رئيس بلدية صبيا، المهندس أبو بكر مطهر: "إن مخطط المحلة يُعدّ من المخططات الناشئة مقارنة بالمخططات الأخرى، التي اعتُمدت قبل أكثر من 20 عاماً، والتي قد تصل الأراضي المبنية فيها لأكثر من ثلثي المخطط، ولم تعتمد له أيّ نفقات للأسفلت أو الإنارة وغيرها من الخدمات".
وأضاف: "وقد خُصّصت للشوارع الرئيسية فيه ميزانية، وتم صرفها للسفلتة والإنارة، وننتظر اعتماد ميزانيات قادمة، وذلك بحسب الأولوية للمخططات لسفلتة شوارع المخططات كافة، وقبل ذلك سيتم توزيع ما تبقى من قِطع للمواطنين في مخطط المحلة حال الانتهاء من الإجراءات التي تسبق توزيع القطع".