اشتكى مواطنون في محافظة القنفذة من بطء الخدمات البلدية الموجهة لتنمية المخططات، واصفين عشرات المخططات السكنية في مئات القرى والهجر بأنها لا تزال تسكنها الرياح، فعلى مدى ثلاثة عقود خلت ما بين روتين أمانة جدة وإحكام البلديات لقبضتها على المخططات ما زالت أحلام المواطنين تراوح مكانها نتيجة غياب الخدمات عن القرى في مراكز المظيلف وحلي والقوز والعرضيتين، إذ شكل غياب النظافة والإنارة والإسفلت وزحف الرمال أسبابا جوهرية عملت على وقف حركة التنمية والبناء داخل المخططات. في البداية، طالب عبد الله العجلاني بلدية القنفذة ببدء توزيع وتخصيص المنح السامية للمواطنين والمسجلة في البلدية منذ عام 1418ه وعام 1423ه، فقد طالت وعود البلدية لبدء توزيعها بحجة عدم تشكيل لجان مختصة تقوم بذلك، وقالوا إن تلك الأوامر مضى عليها أكثر من 12 عاما وهي مسجلة ومثبتة لدى وحدة المنح في بلدية القنفذة لكن تشكيل اللجنة يرجئ كل شيء. واعتبر عمر الشطيري أن روتين أمانة جدة أسهم في تأخير تنمية المخططات وتوزيع المنح السكنية وتوقف اعتماد بعض المخططات وتعطيل توسعتها لسنوات طويلة في عدد من المراكز الإدارية في المحافظة، وطالب بوجود آلية تضمن تسريع دفة العمل واكتمال الخدمات البلدية والتنموية فيها لتحفيز المواطنين على السكن بما يرضي تطلعاتهم. ويضيف الشطيري إن بلدية القنفذة مطالبة بتوزيع المنح على المتقدمين من عام 1416ه وتنمية مخطط الشاطىء في القنفذة وتجهيزه بالخدمات البلدية والتنموية لكي يقبل الناس عليه فالعمل في المخطط يسير ببطء، وقال: نطالب بتسريع أعمال السفلتة والرصف والإنارة، فهي مطالب مهمة ستعمل على تنمية المخطط. ويقول يحيى خضر الزبيدي «إن واقع البلديات في محافظة القنفذة وإمكاناتها المتواضعة تدعو وزارة الشؤون البلدية والقروية لرفع تصنيفها من فئة (ج) إلى فئة (أ) للعمل على تنمية المخططات بمنحها صلاحيات تسهم في تنفيذ مشاريع خدمية طال انتظارها في عشرات المخططات في المراكز الإدارية كافة؛ فبلديات المحافظة بمستواها الحالي تفتقد الدعم الكافي لتحقيق أحلام الكثير من البسطاء في تنفيذ مشاريع تنموية تسهم في تحقيق المشاريع والخدمات التي يحلم بها المواطنون. واعتبر الزبيدي أن عشرات المخططات في المراكز الإدارية في المحافظة تفتقد لمعايير الإسكان، إذ إن غياب الجوانب التنموية عنها جعلها أشبه ما تكون بصحراء جرداء، وبلديات المحافظة مطالبة بمد جسور التنمية للمخططات لإنهاء أزمة السكن التي يعايشها الكثير من فئات الشباب في المحافظة وهذه الفئة تعد الأكثر بين فئات السكان، وتنتظر إكمال خدمات المخططات فهي تحلم بالاستقرار في مواقع مناسبة تتم تهيئتها من البلديات وتخليصها من الرمال الزاحفة التي تحاصر معظم المخططات لكبح جماح الهجرات المتتابعة من الشباب للمدن عن طريق تقليص قوائم الانتظار في طوابير المنح السكنية في البلديات. واشتكى أهالي بلدة عنيكر (جنوبي مركز القوز) من عدم توسعة مخطط القرية منذ أكثر من 30 سنة، فهو لم يشهد إلا توسعة واحدة في ظل التزايد السكاني الذي تشهده بلدة عنيكر، وطالب كل من إبراهيم زين الحسني وأبوطالب علي الحسني وإبراهيم محمد الحسني بتوسعة إضافية للمخطط في ظل تزايد عدد سكان البلدة الذي تجاوز ثمانية آلاف نسمة. ويضيف أبو طالب علي الحسني أن لنا مطالبات مقدمة لبلدية القوز وأمانة جدة بتوسعة المخطط القديم، لكننا فوجئنا برد مسؤوليها عندما قالوا لنا «وفروا أراضي لنعتمدها كمخطط» وتعجب الحسني كيف يمكن للمواطن البسيط من توفير أراض في ظل امتلاك بلدية القوز للأراضي الشاسعة بالكيلو مترات. وأضاف قائلا: لماذا لم تحل البلدية مشكلتها وتفرج عن مخطط عنيكر مدة 30 سنة، ونحن نطالب بإيجاد مخرج ينهي معاناة الأهالي في هذا المخطط. أما حسين المحمودي فتحدث قائلا «ضاق بنا المخطط الحالي وأصبحنا غير قادرين على توفير مسكن لأبنائنا». وطالب أهالي بلدة الكدوة التابعة لمركز حلي، حل مشكلة مخطط الكدوة، وذكر الأهالي أن المخطط تم اعتماده منذ 30 عاما ويحوي 1500 قطعة، لكن حتى الآن لم تسلم الأراضي لأصحابها وتم سحب الصكوك التي استخرجت بحجة أخطاء في تنزيل المخطط. وفي مركزي العرضيتين ما زال نحو 15 مخططا سكنيا تفتقد الخدمات وضعف التنفيذ وهشاشة البنى التحتية وأجمع أهالي المخطط الأول في ثريبان على رداءة الشوارع التي أصبحت بؤرا لتجمع البعوض وتراكم المياه الآسنة، خصوصا في مواسم الأمطار التي كثيرا ما تنتشر الأمراض خلالها وعدم اكتمال أرصفتها التي كما علمنا أنها سلمت لمقاول منذ فترة بعيدة وتوقف تماما عن العمل، كما أن طبقات الإسفلت لم تعد صالحة، ولا نعلم كيف تم استلام هذه المشاريع من المقاولين وهي غير مؤهلة للاستخدام. إلى ذلك، ما زال أهالي شمران في العرضية الجنوبية ينتظرون حلولا لمخطط غدنة الذي تاه بين البلدية وأمانة جدة، فتبخرت آمال الشباب الذين يحلمون بقطعة أرض يحققون عليها أحلامهم، إذ إن القرى اكتظت بالسكان ولم تعد لهم حلول سوى هذا المخطط الذي تم رفعه قبل عشر سنوات تقريبا، ويأملون في سرعة إنجاز اعتماده وتهيئته للمواطنين. وفي ذات الوقت، ناشد أهالي آل طارق بلدية ثريبان بسرعة تسليمهم مخططهم، وقال محمد غازي إن الأهالي محاصرون وسط أودية تعيقهم من ممارسة أعمالهم عند هطول الأمطار، وكثيرا ما تسببت السيول في تدمير منازلهم ويحلمون بمخطط سكني ينهي معاناتهم. وعلق رئيس بلدية محافظة القنفذة سالم بن علي بن منيف قائلا «إن لجنة من الوزارة وأمانة جدة وبلدية القنفذة ستبدأ توزيع منح مخطط البرج بمدينة القنفذة قريبا، وما زلنا في انتظار وصول هذه اللجنة لتوزيع المخطط على الممنوحين وعددهم 484 مواطنا ومواطنة. وفيما يخص مخطط الشاطئ، أضاف بن منيف أن البلدية بدأت العمل في إدخال خدمات مخطط الشاطئ من سفلتة ورصف وإنارة وفق ما يعتمد في ميزانية البلدية. من جهته، أكد رئيس بلدية القوز في محافظة القنفذة المهندس إبراهيم الفقيه أن البلدية تسعى جاهدة لتوسعة مخطط عنيكر، ولدينا معاملة في أمانة جدة بهذا الخصوص، ونحن نقدر مطالب الأهالي لتوسعة مخططهم، نظرا للحاجة القائمة وسنسعى لإزالة العوائق التي تعترض توسعته. وذكر رئيس بلدية المظيلف المهندس عماد الحربي أن جولات نفذتها البلدية جاءت بهدف بحث الخدمات لهذه القرى وأزلنا الرمال عن هذه القرى ونتابع وضع الطرق بشكل دوري، كما أن البلدية خصصت عددا من الأيام لمتابعة النظافة لهذه القرى وجار العمل هناك على اعتماد مخطط كبير لهذه القرى.