قال الرئيس المصري محمد مرسي أمس الجمعة إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة "عدوان سافر على الإنسان"، وإن بلاده لن تترك غزة وحدها. وقال مرسي للمصلين في مسجد أدى فيه صلاة الجمعة في القاهرة: "نحن نرى ما يحدث في غزة من عدوان سافر على الإنسان، وأنا أحذر وأكرر تحذيري للمعتدين بأنه لن يكون لهم أبداً سلطان على أهل غزة". وأضاف "القاهرة لن تترك غزة وحدها". وقال مرسي: "أقول لهم (للإسرائيليين) باسم الشعب المصري كله إن مصر اليوم مختلفة عن مصر أمس وإن عرب اليوم مختلفون عن عرب أمس". وكان البعض يتهم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية العام الماضي، وكان حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة، بأنه شارك إسرائيل في حصارها لقطاع غزة. وفي وقت لاحق قال بيان صادر من وزارة الخارجية المصرية إن وزير الخارجية محمد كامل عمرو اتصل بنظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون؛ لبحث التعاون لإنهاء المواجهة العسكرية، وعَقْد هدنة جديدة. وتابع البيان بأن عمرو شدَّد على أهمية أن توقف إسرائيل غاراتها على القطاع، وأن يتفق الطرفان من جديد على هدنة بينهما. كما أصدر الأزهر بياناً دعا فيه جميع العرب والمسلمين إلى الوحدة دعماً لأشقائهم في غزة. وطالب الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشيخ أحمد الطيب في البيان الذي نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الفلسطينيين بأن يكونوا "على قلب رجل واحد في مواجهة الصهاينة الذين يسعون إلى استئصالهم جميعاً في الضفة والقطاع". وانتقد الطيب مواقف الدول الكبرى في أزمة غزة، التي قال إنها "تخاذلت، ونسيت واجبها الإنساني ومسؤوليتها الدولية، وباركت العدوان، ووقفت في صف المعتدين". وقال مسؤولون في غزة إن 28 فلسطينياً قُتلوا في القطاع منذ بدأت إسرائيل هجومها. ومن بين القتلى الفلسطينيين 12 مسلحاً و16 مدنياً، بينهم ثمانية أطفال وامرأة حامل. وقُتل ثلاثة إسرائيليين بصاروخ أمس الخميس. وقال مصدر من حماس إن القوات الجوية الإسرائيلية شنت هجوماً على منزل قائد حماس في جنوب قطاع غزة؛ ما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين، أحدهما طفل. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق على خطة لتعبئة زهاء 75 ألف جندي احتياط لعملية غزة، بعدما استهدف النشطاء الفلسطينيون القدس بصاروخ للمرة الأولى منذ عقود، كما استهدفوا تل أبيب لليوم الثاني في تحدٍّ كبير لهجوم إسرائيل على غزة بعد محاولة مصرية للتوسط في هدنة. واجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع كبار الوزراء في تل أبيب بعد الهجمات الصاروخية؛ لاتخاذ قرار بشأن توسيع عملية غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة إغلاق ثلاثة طرق حول قطاع غزة مخصصة لحركة المرور المدنية تؤدي إلى القطاع أو تحاذيه، في مؤشر على احتمال الدفع بحشود عسكرية في المنطقة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن صاروخاً أُطلق من غزة سقط في منطقة القدس خارج المدينة مباشرة الجمعة. وهذا أول صاروخ فلسطيني يصل إلى هذا القرب من القدس منذ 1970، ومن المرجح أن يؤدي لتصعيد الحرب الجوية التي تشنها إسرائيل منذ ثلاثة أيام ضد النشطاء في القطاع الذي تديره حماس.