قتل صاروخ أطلقته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ثلاثة اسرائيليين شمالي قطاع غزة اليوم الخميس في أول إراقة دماء على الجانب الإسرائيلي مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين الى 13 شخصا واقتراب المواجهة العسكرية من شفا حرب شاملة. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافا في مدينة غزة وحولها اهتزت لها المباني العالية وتصاعدت اعمدة الدخان الكثيف والغبار في الهواء. وقال الرئيس المصري محمد مرسي في كلمة وجهها للأمة ونقلها التلفزيون إن هجمات إسرائيل على غزة غير مقبولة وستؤدي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة. وأضاف أنه تحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وناقش معه “سبل الوصول الى تهدئة وانهاء العدوان”. وزعمت حماس انها أطلقت صاروخا إيراني الصنع زنته طن من طراز فجر 5 على تل ابيب فيما سيشكل تصعيدا كبيرا في المواجهة. لكن لم يظهر أثر لهذا الصاروخ في التقارير عن المدينة التي تقع على بعد 50 كيلومترا الى الشمال من القطاع. ونددت إيران العدو اللدود لإسرائيل التي تدعم حماس وتزودها بالسلاح بالهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية ووصفته بأنه “إرهاب منظم”. وتهتم إسرائيل أكثر برد فعل مصر التي توسطت حكومتها الإسلامية الجديدة في هدنة بين الجانبين يوم الثلاثاء لتنهار بعد يوم واحد فقط عندما اغتالت اسرائيل القائد العسكري لحماس في غزة احمد الجعبري. ونددت مصر بالهجوم واستدعت سفيرها في اسرائيل. وغادر السفير الاسرائيلي القاهرة فيما وصف بأنها زيارة عادية لبلاده وقالت اسرائيل ان سفارتها في مصر ستظل مفتوحة. ودعت جماعة الإخوان المسلمين التي تتبنى حماس فكرها الايديولوجي إلى “يوم غضب” في العواصم العربية غدا الجمعة. وفي لبنان أدان حزب الله المدعوم من إيران الهجمات الإسرائيلية على غزة ووصفها بأنها عدوان إجرامي ودعا الدول العربية لوقف “الإبادة الجماعية.” ويوجد آلاف المقاتلين ونحو 50 ألف صاروخ لحزب الله في جنوب لبنان يقول الجيش الإسرائيلي إنها مصوبة ناحية إسرائيل لكن الجبهة الشمالية ظلت هادئة. وأعلن الجيش الإسرائيلي انه قصف 156 هدفا في غزة بينها 126 من قاذفات الصواريخ. وأضاف أن 200 صاروخ سقطوا على إسرائيل منذ بدء العملية منها 135 صاروخا منذ منتصف الليلة الماضية. وقال إن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي لاعتراض الصواريخ أسقط 18 صاروخا في الساعات الأولى من ثاني أيام العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم ركيزة الدفاع. لكن أحد هذه الصواريخ الذي أفلت من نظام القبة الحديدية طال اسرائيليين قبل أن يصلوا الى الملاجيء المنتشرة في كل مكان في صحراء النقب. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن ثلاثة اسرائيليين قتلوا عندما سقط صاروخ فلسطيني على مبنى من أربعة طوابق في بلدة كريات ملاخي التي تقع على بعد 25 كيلومترا شمالي غزة. وهذه أول خسائر في الارواح تتكبدها اسرائيل في الجولة الحالية من الصراع مع قطاع غزة. وبدأت العملية بعدما شنت إسرائيل غارة جوية محددة أسفرت عن اغتيال القائد العسكري لحماس الجعبري وقصفت إسرائيل القطاع من الجو والبر والبحر. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 13 شخصا قتلوا في غزة من بينهم الجعبري وستة نشطاء من حماس وستة مدنيين بينهم امرأة حامل في توأم ورضيع عمره 11 شهرا وطفلان. وذكر مسعفون أن 130 شخصا على الأقل اصيبوا. وأثناء تشييع جثمان الجعبري اليوم الخميس أطلق أنصاره النار في الهواء احتفالا بأنباء مقتل الاسرائيليين ورددوا هتافات تؤكد انتصار الجعبري لكن لم تشارك شخصيات بارزة من حماس في الجنازة خوفا من استهداف إسرائيل لهم. وتوقعت إسرائيل استمرار القتال لأيام وتوعدت حماس قائلة إن كل رجال الحركة الإسلامية مستهدفون وأسقطت منشورات على غزة تحث سكان القطاع على الابتعاد عن النشطاء ومنشآت حماس. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “تؤكد المنشورات أن حماس تجر المنطقة إلى العنف وأن جيش الدفاع الإسرائيلي مستعد للدفاع عن سكان دولة إسرائيل الى حين استعادة الهدوء في المنطقة.” وألقت الولاياتالمتحدة باللوم في التصعيد في غزة على حماس وقالت إنها تؤيد دفاع إسرائيل عن نفسها. وقال مارك تونر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “لا يوجد مبرر للعنف الذي تمارسه حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى ضد شعب إسرائيل.” وعقد مجلس الأمن التابع للامم المتحدة اجتماعا طارئا في وقت متأخر أمس لمناقشة الهجوم الإسرائيلي ودعا إلى وقف العنف لكنه لم يتخذ أي خطوات. وقال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس “ستكون كارثة إذا حدث تصعيد في المنطقة. تملك إسرائيل الحق في الأمن لكنها لن تحققه بالعنف. وللفلسطينيين أيضا الحق في أن تكون لهم دولة.” وارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار متأثرة بأنباء المواجهات أمس الأربعاء. وقالت حماس إن مقتل قائدها العسكري سيفتح أبواب جهنم في وجه إسرائيل وناشدت الحركة مصر للعمل على وقف الهجوم “الوحشي” على غزة. ويلوح في الأفق منذ شهور شبح حرب جديدة في غزة مع تزايد وتيرة الهجمات الصاروخية الفلسطينية وتكثيف الضربات الإسرائيلية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو الذي تقول استطلاعات الرأي إنه سينتخب لفترة أخرى في انتخابات مقررة يوم 22 يناير كانون الثاني إن من الممكن تصعيد عملية غزة. ووافقت الحكومة الإسرائيلية على تعبئة قوات الاحتياط اذا اقتضت الضرورة ذلك للمضي قدما في العملية. وكانت عملية “الرصاص المصبوب” التي شنتها إسرائيل في 2008-2009 قد بدأت بضربات جوية وقصف على مدى أسبوع أعقبه غزو بري للقطاع. وقتل نحو 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا في الهجوم. وزادت جرأة حماس بعد صعود الإسلاميين للحكم في مصر حيث ترى في الرئيس المصري شبكة أمان لن تسمح بهجوم إسرائيلي ثان واسع النطاق على قطاع غزة الذي يعيش فيه 1.7 مليون فلسطيني. وقالت إسرائيل إنها دمرت الكثير من مخزونات الصواريخ ذات المدى الأطول في غزة وتأكد ذلك فيما يبدو عندما ثبت خطأ زعم حماس بأنها دمرت أهدافا كبيرة في تل أبيب وقطعا بحرية إسرائيلية وقواعد سرية للمخابرات. ولا يقارن عدد المقاتلين في القطاع والذي يقدر بنحو 35 ألفا ولا أسلحتهم بطائرات إف-16 المقاتلة والقاذفة وطائرات هليكوبتر اباتشي الحربية ودبابات ميركافا وغيرها من أنظمة الأسلحة الحديثة في جعبة القوات الإسرائيلية التي تتشكل من 175 ألف مجند و450 ألفا في الاحتياط. رويترز | غزة