بعد ساعات قليلة من مغادرة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ووفد رفيع معه قطاع غزة، أعلنت «كتائب القسام»، الذارع العسكرية لحركة «حماس»، قصفها الكنيست الإسرائيلية بصاروخ من نوع «فجر 5»، كما أعلنت إطلاق 3 صواريخ على منطقة القدس احدها على مستوطنة «غفعات زئيف» وآخر سقط في جبل الخليل، اضافة إلى إسقاط طائرة حربية إسرائيلية وسط قطاع غزة، فيما بدأت إسرائيل بنشر لواء النخبة «غولاني» في محيط قطاع غزة استعداداً لشن عملية عسكرية برية. وكان قنديل وعدد من الوزراء المصريين وصل إلى القطاع قبل ظهر أمس حيث التقوا رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية ونائبه وعدداً من قادة الفصائل الفلسطينية. وقال قنديل خلال تفقده جرحى الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي في مستشفى دار الشفاء في غزة، إن «مصر لن تتوانى عن بذل الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق التهدئة واستمراريتها». وأضاف أن «المأساة التي شاهدها في غزة لا يمكن السكوت عليها، ويجب وقف العدوان على أهل قطاع غزة». ودعا قنديل الذي طبع قبلة الوداع على رأس طفل استشهد في غارة إسرائيلية، الفلسطينيين إلى نبذ الانقسام والتوحد، معتبراً أن «فلسطين قلب الأمة العربية والإسلامية النابض ولن تصلح الأمة إذا مرض قلبها». وقال إن «على العالم أن يتحمل مسؤولياته للجم العدوان، وعلى إسرائيل أن تحترم الاتفاقات والمعاهدات الدولية». ورحب هنية بقنديل والوفد المرافق له، مثمناً القرارات المصرية التي اتخذها مرسي للتصدي للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، معتبراً أن دماء الشهيد احمد الجعبري «لن تذهب هدراً». ومن المتوقع أن يزور وزير الخارجية التونسي، رئيس مكتب رئيس الجمهورية رفيق عبد السلام غزة اليوم ضمن وفد رفيع المستوى لتقديم المساندة وتشديد الضغط على إسرائيل لتمديد الهدنة ووقف التصعيد العسكري. في هذه الأثناء، استشهد امس 5 فلسطينيين نتيجة الغارات الإسرائيلية، ما رفع حصيلة الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع في السادس من الشهر الجاري إلى 24 شهيداً و255 جريحاً، بينهم مئة طفل وامرأة. وجدد الطيران الحربي الإسرائيلي استهداف منزل القيادي في «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» محمد أبو شمالة في رفح، ما أدى إلى اشتعال النيران بالمنزل من دون وقوع إصابات. كما شنت قوات الاحتلال بعد مغادرة الوفد المصري للقطاع عشرين غارة على الأقل على مناطق متفرقة من القطاع، فيما قضى الفلسطينيون ليل أول من أمس على وقع انفجارات كبيرة ومتتالية خلفتها أكثر من 50 غارة على منازل المواطنين والمقار الحكومية، أهمها مبنى الإدارة المدنية التابع لوزارة الداخلية الذي قصفته طائرة حربية بخمسة صواريخ على الأقل. مفاجأة «القسام» وأعلنت «كتائب القسام» عن مفاجأتها الرابعة خلال معركتها التي بدأتها منذ أربعة أيام وأطلقت عليها اسم «حجارة السجيل» بضرب صاروخ بعيد المدى تجاه مبنى الكنيست في القدسالمحتلة. وكانت «الكتائب» هددت الإسرائيليين بأن ضرب ما بعد تل أبيب ما هو إلا مسألة وقت، إذ ضربت تل أبيب حتى الآن بصاروخين محلييْن وصاروخ «فجر 5». كما أكدت «الكتائب» في بيان امس «إسقاط طائرة حربية بصاروخ ارض جو واشتعال النار فيها، والمجاهدون يقومون الآن بالبحث عن حطامها في الجهة الغربية من المنطقة الوسطى بينما يكثف الاحتلال قصفه لمنع المجاهدين من الاستيلاء على حطامها». وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة «فرانس برس»: «نعتقد أن صاروخاً سقط في سواحل تل أبيب»، فيما ذكر شاهد أن الصاروخ سقط في البحر «على بعد نحو 200 متر» من السفارة الأميركية التي تطل على البحر. وقالت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل بدأت بعد ظهر أمس بنشر «لواء غولاني» الذي يعتبر نخبة ألوية المشاة في الجيش في محيط قطاع غزة. وأضافت أن نشر «لواء غولاني» يأتي في ما يبدو استعداداً لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية برية. وأطلقت فصائل مقاومة فلسطينية مئات الصواريخ تجاه مستوطنات الاحتلال إلى الشرق والشمال من قطاع غزة. وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» مسؤوليتها عن قصف بئر السبع وعسقلان واسدود واوفاكيم وموقعي زكيم وايريز بصواريخ من نوع «غراد» و107، فيما قصفت «كتائب الناصر صلاح الدين» مستوطنة «شاعر هنيغف» و»نيتفوت» بصاروخي «ناصر 4». وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى - جيش الكرامة» بالاشتراك مع «كتائب أبو علي مصطفى» عن قصف «كريات ملاخي» ب 4 صواريخ «غراد». واعترفت إسرائيل بإصابة ثلاثة إسرائيليين بجراح متوسطة بعد سقوط قذيفة هاون على عسقلان. أبو مرزوق وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق ل «الحياة» في القاهرة، إن السلطة الفلسطينية وقيادتها مطالبة بدور أكبر وبمواقف أصلب في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة حتى لا تتكرر مواقفهم في حرب 2008. ولم يستبعد إمكان وقوف عملاء خلف عملية اغتيال القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة «حماس» أحمد الجعبري، لكنه استبعد شن حرب برية على غزة، معتبراً أن ما يروج في هذا الصدد من قبيل الحرب النفسية. وقال إن إسرائيل حققت «صيداً ثميناً باغتيالها الشهيد الجعبري، ومن ثم فلا اعتقد أنها معنية بتوسيع عدوانها»، بل إنها تتجه نحو التهدئة. ووصف استهداف قائد كبير في حجم الجعبري بأنه «ضربة موجعة وخسارة كبيرة لحماس»، لذلك فإن كل شيء متوقع. إعدام «متعاون» في غزة في هذه الأثناء (أ ف ب)، قامت «كتائب القسام» بإعدام فلسطيني بتهمة «التعاون مع إسرائيل» في مدينة غزة. وقال مصدر موثوق إن «كتائب القسام أعدمت عميلاً شمال مدينة غزة الجمعة لتقديمه إرشادات ومعلومات عن أماكن المقاومين ومنصات إطلاق الصواريخ للاحتلال الإسرائيلي».