هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي أهدافاً في شتى أنحاء قطاع غزة مساء أمس الخميس، وشنَّ عشرات الغارات الجوية المتتابعة تتابعاً سريعاً. وهزَّت الانفجارات الأرض، وتصاعد اللهب إلى سماء الليل، وقوبلت الهجمات بوابل من الصواريخ الفلسطينية التي أُطلقت من مشارف مدينة غزة نحو جنوب إسرائيل.
وتمثل الهجمات الجوية تصعيداً للهجمات المتبادلة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، الذي اغتال قائداً عسكرياً كبيراً في حماس الأربعاء.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف خلال ساعة نحو 70 موقعاً لإطلاق صواريخ متوسطة المدى تحت الأرض.
وقال في بيان: "المواقع التي استُهدفت تم تحديدها بواسطة معلومات مخابرات دقيقة، جُمعت على مدى أشهر".
وقال سكان إن هجوم الجيش الإسرائيلي دمر أيضاً مولداً للكهرباء كان يغذي منزل رئيس وزراء حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية، ولم يتضح ما إذا كان هنية موجوداً بالمنزل في ذلك الوقت.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية مركزاً للشرطة في وسط غزة وأنفاقاً على حدود غزة مع مصر، تمر من خلالها سلع أساسية مدنية وأسلحة متجهة إلى فصائل مسلحة في القطاع.
وقبل ساعات أطلقت حماس وحركة الجهاد الإسلامي صاروخَيْن باتجاه تل أبيب، وهي المرة الأولى التي تتعرض فيها العاصمة التجارية لإسرائيل لمثل هذا الهجوم منذ حرب الخليج في عام 1991، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية.
وأعلن البيت أنه يحث تركيا ومصر وآخرين لهم نفوذ على حماس لتشجيع الحركة على عدم تصعيد التوتر مع إسرائيل، حسب تعبيره.
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرو الخميس أن الرئيس فرانسوا أولاند أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء آخرين في العالم؛ لتجنب تصاعد الوضع في قطاع غزة.
وأضاف للصحفيين خلال زيارة لبرلين: "حان وقت وقف هذا التصعيد الذي يشكّل خطراً على أمن إسرائيل وشعبها وعلى أمن الشعب الفلسطيني".
وقال إن فرنسا أجرت "اتصالاً مباشراً" مع نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي. وأجرى محمد عمرو وزير الخارجية المصرية مشاورات مع وزراء خارجية تونس والأردن وبريطانيا حول تطورات الأوضاع في غزة والعدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأكد عمرو خلال تلك المشاورات إدانة مصر للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ يومين على المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة، مشدداً على أن مصر ستعمل مع الأطراف الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي حفاظاً على الدماء الفلسطينية الطاهرة، محذراً من أن مصر لن تسمح للعلاقات المصرية -الإسرائيلية بأن تشكِّل قيداً على دعم الشعب الفلسطيني.
وأشار عمرو إلى أن مصر دعت لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب لبحث سبل دعم الشعب الفلسطيني، كما أن وفد مصر لدى الأممالمتحدة يقوم حالياً بمتابعة التحرك في إطار مجلس الأمن؛ من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضاف عمرو بأن مصر ستعمل على تقديم جميع أشكال الدعم إلى الأشقاء في قطاع غزة، مؤكداً أن القيادة السياسية في مصر تبذل جهوداً حثيثة على كل الأصعدة، العربية والإقليمية والدولية؛ لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة التدخل لوضع حدٍّ للعدوان الإسرائيلي.