يتساءل عضو هيئة التدريس بجامعة تبوك الدكتور موسى العبيدان لماذا العزوف عن الفصحى ولماذا القصور؟ وهذا يرجع بصفة أساسية إلى الازدواجية اللغوية، فالطفل منذ أن يلد وهو يتحدث العامية وفي هذه الفترة نجد أن النظام اللغوي قد استقر في ذهنه وهي لغة سليقية ولكن من سن السادسة يبدأ في اكتساب الفصحى والفترة التي يتعلمها في المراحل الدراسية المختلفة لا تمكنه من أن يتقن اللغة العربية الفصحى لأن العامية تزاحم الفصحى وقد لا يتحدث بها، إذاً عملية الحديث بالفصحى معيق لإتقان الفصحى ولهذا نحن بحاجة إلى طرق تعليمية للغة بعيدا عن الطريقة التقليدية التي تهتم بالمثال والقاعدة، ولكن للأسف ظهر الضعف في أبناء العربية المعاصرين وعزفوا عن تذوق هذه النصوص. ويرى رئيس قسم اللغة العربية بتعليم تبوك سعد حبتر أن اللغة العربية الفصحى تعزيز قيمتها في الوجدان الإنساني تبنت وزارة التعليم مشروع اللغة العربية الفصحى، ولكن قصور بعض المعلمين في استخدامها وعدم تعويد طلابهم على التحدث بها قد يقف عائقاً أمام تنفيذ هذا المشروع الطموح، آملين أن يجد صداه ويحقق مبتغاه في مستقبل الأيام بجهود أبناء العربية الغيورين. ويؤكد المعلم فواز العنزي أن الأطفال العرب يئسوا من البضاعة العربية التخيلية الجامدة ولجأوا إلى بضاعة الغرب الجاهزة٬ ونوعية اللغة المستخدمة في الإعلانات التجارية، فضلاً عن الإعلانات المنتشرة في الشوارع التي تحمل في مجملها كلمات تسهم في إفساد اللغة، وهذه اللغة المستخدمة في الإعلانات الموجهة للأطفال تؤثر في اللغة التي يستخدمها الطفل في الكتابة والحديث والتعبير.