سعوديات شققن طريقهن بهمة في عالم المطبخ، حيث سخرن قدراتهن الكامنة ومهاراتهن الخاصة في تقديم أطباق مميزة وتعبر عن شغفهن، ولكن لم يصلن لنقطة النجاح دون الاصطدام بالعديد من العقبات والصعوبات. (الشيف) سمية الإدريسي تحدثت ل«عكاظ» عن الصعوبات التي واجهتها في مجال الطبخ في المملكة قائلة: هذا المجال يعد حديثا نسبياً في السعودية، وهناك خجل من مهنة الشيف خلاف بقية المهن الأخرى، ما يدفع الفتيات للخوف من خوض هذه التجربة، ولكن إصراري وحماسي لصقل موهبتي في هذا المجال دفعتني للسعي للتميز فيه، رغم صعوبته خاصة مع ضرورة الحرص على سلامة الأطباق المقدمة ونظافتها. وتضيف (الشيف) سمية قائلة: بدأ عشقي للمطبخ منذ الصغر، ولكن كانت بدايتي الفعلية في هذا المجال في عام 2009، إذ لم أجد في ذلك الوقت الدعم الكافي من ناحية إيجاد مناهج تدريبية خاصة بالطبخ وأسس الضيافة وتقديم الأطباق، ولكن خلال السنوات الأخيرة تحسن الوضع بشكل كبير، وأصبحت هناك أكاديميات متخصصة لتعليم وتدريس الطبخ بأنواعه، لاقت إقبالا غير متوقع من الفتيات، وإيجاد جمعية الطهاة السعوديين، ما جعل مهنة الطبخ تصبح مهنة معتمدة رسمياً في السعودية. من جانبها، عبرت (الشيف) أمل فقيه ل«عكاظ» عن مدى معاناتها في هذه المهنة قائلة: بالطبع واجهتني العديد من الصعوبات خلال بدايتي في هذا المجال كأي (شيف) سعودية أخرى، أولها عدم تقبل المجتمع لهذه المهنة، إذ يتم النظر للشيف بدونية من جانب أن المرأة ملزمة ببيتها وأطفالها، ولا تملك أحقية العمل في مطعم وتحمل مسؤولية تقديم وجبات يومية لعدة أشخاص ضمن إطار زمني ضيق ومحدد. وكشفت (الشيف) أمل أنها تسعى لافتتاح أكاديمية طبخ معتمدة في السعودية، تعمل على تخريج شيف سعوديين وسعوديات يملكون المقومات اللازمة لافتتاح مشاريعهم الخاصة، إضافة لعملها حالياً في أكاديميتها الخاصة بتعليم الطهاة الصغار، وتقديم العديد من ورش العمل والدورات للجمعيات والمراكز الخيرية. بدورها نوهت (الشيف) منى موصلي بأنه لم يكن هناك ثقافة لاحترام مهنة الطبخ قبل عدة سنوات، إذ كان يعتقد الناس بأنني أعمل نادلة مطبخ، ولكن اليوم أصبح هناك دعم لمن يرغب بالخوض في هذا المجال، فالشباب أصبحوا يملكون الجرأة لدراسة ما يرغبون فيه حقاً دون الاهتمام برأي الناقدين السلبيين حولهم، ولكن دراسة الطبخ لا تعني أن الشخص قد أصبح محترفا ويستطيع افتتاح مطعم خاص به، بل يحتاج لسنوات طويلة من الخبرة والممارسة للوصول إلى الإمكانات اللازمة لتحمل مسؤولية مطبخ كامل بداية من تنظيفه وحتى تقديم الأطباق بطرق احترافية. وأشارت موصلي إلى أن خبرتها التي حصلت عليها خلال عملها في باريس في تنظيف المطبخ والتعامل مع الناس هي أفضل بمراحل من السنوات التي قضتها في الدراسة، ولكن ذلك لا يمنع الحصول على شهادة في هذا المجال تتمثل في تعلم الأساسيات في مجال الطبخ، لذلك يجب تخصيص دورات قصيرة أو طويلة لتعليم أسس الطبخ للجميع.