يعلق عدد من الطهاة الشباب آمالا واسعة على قطاع الضيافة مثل فنادق الخمسة نجوم والمطاعم العالمية في استيعابهم وفتح المجال أمامهم، خاصة وأن بعضهم جاب بلدانا عالمية عدة لتعلم مهارات إعداد المأكولات وفنونها، كما ابدوا أملهم في استحداث مزيد من أكاديميات تعليم فنون الطبخ وفق المعايير العالمية وبما يسهل تحولهم من هواة إلى محترفين. وأوضح ل«عكاظ الأسبوعية» الشيف الهاوي ريان منشي، أن أبرز المعوقات التي تواجه الشيف السعودي تكمن في عدم منح جهة العمل مثل الفنادق والمطاعم الكبرى، الثقة الكافية للشاب السعودي منتقدا اعتماد قطاع الضيافة على الشيف الاجنبي، وطالب بوجود معاهد متخصصة في تطوير المأكولات السعودية، إلى جانب تعليم الطهاة السعوديين كيفية إعداد الاطباق العالمية مثل الفرنسي، والروسي والإنجليزي خاصة في ظل الدعم الذي يجده الشيف الوطني وهو يجعله مطالبا بالكثير والكثير على حد قوله. وأضاف «ملاك بعض الفنادق يفضلون الشيف الاجنبي على السعودي نظرا لقلة الرواتب التي يتقاضونها وكذلك لنظرتهم بأن الشيف الأجنبي أفضل في الإنتاج، وشخصيا أطمح في الحصول على شهادة عليا في فنون الطبخ، وافتتاح سلسلة مطاعم بطهاة وطنيين». أطباق عالمية أما الشيف الهاوي نايف الشريف لم يجد ضيرا في دخول عالم المطبخ وذلك من أجل تنمية موهبته في الطبخ ويقول «أستطاع الشيف السعودي تغيير فكرة أن إعداد الأطباق هي حكرا على الأيدي الناعمة وآمل من رجال الأعمال الاستثمار في قطاع الضيافة بافتتاح المزيد من المعاهد المتخصصة، ومنح الشيف الوطني فرصة الابتعاث الخارجي لدراسة الأصناف العالمية بطريقة علمية، حتى يتمكن من خوض تجربة العمل في قطاع المأكولات والضيافة من منطلق خلفية علمية ومهارة عملية. فيما يسعى الشيف بدر الشيخ إلى تغيير نظرة المجتمع تجاه الشيف السعودي باعتبار أن الطبخ فن وذوق ولا يمكن إجادته بسهولة، وعلى المجتمع تشجيع الشباب السعودي في هذا المجال حتى يبدع، ويصل بالأطباق السعودية إلى العالمية. وأردف الشيخ «أطالب باستحداث معاهد لتعليم الطبخ بمستوى عال جدا إلى جانب ندب الطهاة إلى الخارج لدراسة فنون الطبخ وخاصة الأطباق العالمية، وعلى الفنادق والمطاعم الكبرى دعم الشيف السعودي حتى يتمكن من ممارسة فنون الطبخ وصقل مواهبهم والانتقال من دائرة الهواة إلى الممارسين المحترفين في هذه المهنة خاصة وأن العديد من الطهاة يطمحون للوصول إلى العالمية». نظرة المجتمع بدوره يرى الشيف الهاوي رائد بترجي، أن النظرة القاصرة من بعض أفراد المجتمع تعد أبرز المعوقات التي تواجه الشيف السعودي، وهؤلاء يرون أن مهنة الطبخ مقتصرة على المرأة فقط وهي نظره بالفعل خاطئة، والدليل على ذلك أن أمهر طهاة العالم هم رجال، ولفن الطبخ له عالمه الخاص من حيث الرقي في حس التذوق والابداع، وطالب بترجي بوجود معاهد وأكاديميات لفن الطهي، وإن كان يرى صعوبة في تأسسيها داخل المملكة في الوقت الحالي، لذلك يتم الابتعاث خارج المملكة في أهم معاهد الطهي كفرنسا وايطاليا وهولندا وكذلك أمريكا وغيرها من الدول وهي مهنة مهمة جدا كباقي المهن. وفيما يخص نظرة المجتمع قال «لا أهتم كثيرا لنظرة بعض أفراد المجتمع، كونهم لا يملكون الوعي بأهمية هذه المهنة، أما على الصعيد الأسري والأقارب والأصحاب فأجد منهم الدعم الدائم والتشجيع»، مشيرا إلى تقدمه إلى الفنادق الكبرى أكثر من مرة للتعلم في مطابخها بسبب عدم وجود أكاديميات متخصصة في هذا المجال ودائما ما كان يقابل طلبه بالاعتذار على حد قوله. ويطمح بترجي في الحصول على دراسات عليا في فن الطهي، وأيضا يأمل في استحداث اكاديمية عالمية لتعليم فنون الطهي العربي بشكل خاص وبطرق مبتكرة غير التقليدية، في حين بين الشيف الهاوي محمد محجوب، أن أبرز المعوقات التي يواجهها الشيف السعودي تكمن في عدم توفر الدعم لإطلاق مشروعه بافتتاح مطعم خاص يقدم من خلاله الشيف مهاراته في الطبخ، إضافة إلى عدم توفر دورات تدريبية وتأهيلية تسهل توظيف الطهاة السعوديين في الفنادق الكبرى.