الشعوب التي تريد الحياة الكريمة والأمن والسلام والتعايش مع بقية شعوب العالم باحترام لا يمكنها تحقيق هذه الغاية الإنسانية المشروعة وهي ترزح تحت أنظمة آخر اهتماماتها شعوبها، أنظمة جيرت تفكيرها واختصرت أهدافها من أجل الحضور المؤذي خارج حدودها بإشاعة التخريب وتكريس الفوضى بتجنيد عصابات العملاء والجواسيس لزعزعة أمن الآخرين وتحويل الأوضاع إلى مواجهات وحروب وقلاقل وفتن. نظام الملالي في إيران هو أسوأ نموذج لهذه الأنظمة، فهو إضافة إلى ثيوقراطيته الشديدة يعيش في عالم آخر وخيالي يستند إلى الغيبيات والهلوسات الذهنية ويصر على ألا يقتصر ذلك على الشعب الإيراني المنكوب به بل جند نفسه لتصدير تلك الأوهام إلى العالم بذريعة نصرة المستضعفين والمظلومين، وهو الشعار الزائف الذي تقف خلفه أطماع سياسية شديدة التخلف والبدائية، وكأن الدول الأخرى المستهدفة ستقف متفرجة على هذا العبث. لقد تحولت إيران إلى بؤرة من التخلف الاجتماعي والتردي الاقتصادي بسبب حصار نظامها للحريات ومحاصرة الشعب بأجهزة قمع دموية وتسخير كل الموارد لبرنامجها التخريبي خارج حدودها وتحول الشعب الذي كان قبل الملالي نموذجا للتطور والازدهار والإنتاج إلى شعب مغلوب على أمره أقصى طموحه رغيف الخبز والنجاة من الموت في زنزانات الحرس الثوري، وبدلا من التعايش مع شعوب العالم وأنظمته أصبح نظامها أسوأ نموذج للشر وأقبح مثال على عدم احترام العهود والمواثيق التي تحكم وتنظم علاقات الدول ببعضها. أربعة عقود توشك أن تنتهي على هذه المهزلة التي بدأت مع هبوط طائرة الخميني مطار طهران، لكن يبدو أن الشرفاء الذين يمثلون إرادة الشعب الإيراني بدأوا يقولون كفى ومعهم المحبون للشعب الإيراني من كل مكان في العالم، وسوف يتحقق ذلك عاجلا أو آجلا مهما حاول المستفيدون حمايته ومهما كانت قوتهم لأن إرادة الشعوب هي التي تنتصر في النهاية.