عندما يخاطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المواطنين والمسلمين في كل أصقاع الدنيا بمناسبة عيد الفطر المبارك، بأن ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعا إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سويا لحل مشكلات الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها، وأن أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم، خصوصا الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية، فهو يتلمس واقع الأمتين العربية والإسلامية من مخاطر الفكر المنحرف الذي يحتاج إلى وقفة جادة برؤية وشمولية لحمايتها من الأفكار الهدامة التي تأتي على الفرد والمجتمعات. وتلك مخاطر باتت تهدد العالم بأسره من قبل فئات إجرامية لا دين لهم، والإسلام منهم براء. ولاشك أن تلك الفتن والصراعات تبيح قتل الأبرياء وترويع الآمنين وهتك الحرمات مدعومة بإرهاب فكري أباح ذلك بنظرياته الحزبية ومطامعه السياسية بشتى ذرائع التأويل والتدليس على الناس من خلال قلب نصوص الشرع الحنيف والتطفيف فيها وفق مرادهم. وتأكيد الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأن «المملكة عاقدة العزم -بإذن الله- على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال»، فتلك رسالة للجميع للوقوف ضد سطوة الباطل وبشاعة الإجرام وسوداويته من قبل حفنة من الفئات الضالة ومحترفي الإرهاب الذين يحاولون المساس بأمن الأوطان العربية والإسلامية وتأمين سلامة الشعوب وحماية الأجيال منهم ومما يحملونه من أفكار هدامة. ولذا فإن علماء الأمة ومفكريها مطالبون بإظهار رسالة الإسلام المتمثلة في التحذير من خطر الانحراف الفكري والتطرف والإقصاء، تلك الرسالة الإسلامية الداعية إلى الأمن والسلام والتواصل، والبعد عن الظلم والعدوان، وتوجب العدل والإحسان واليسر والتسامح، وإبراز مكانة الإسلام في المعاملة والإنسانية والقيم والحضارة والسمو والعدالة والتعايش مع كافة الأديان كونه أعظم رسالة في الدنيا ولا يقبل بسيادة الباطل وهيمنته.