أمام الواقع الأليم الذي يعتصر قلب قائد الأمة وقلب كل مسلم على ما تمر به الأمة الإسلامية والعربية من صراعات وشعارات ما أنزل الله بها من سلطان، التي حفل بها الأعداء والمتربصون، فإن تلمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته بمناسبة عيد الفطر المبارك يؤكد أن تلك الفتن والصراعات تبيح قتل الأبرياء وترويع الآمنين وهتك الحرمات مدعومة بإرهاب فكري أباح ذلك بنظرياته الحزبية ومطامعه السياسية بشتى ذرائع التأويل والتدليس على الناس من خلال قلب نصوص الشرع الحنيف والتطفيف فيها وفق مرادهم. ذلك الفكر المنحرف يحتاج لوقفة جادة برؤية شمولية تحقق التحصين الثقافي ضد الفكر الإقصائي، بدءا من بناء الفرد على أسس عقدية وإيمانية، ومرورا بوعي ديني وثقافة شرعية أصيلة، وانتهاء بتحصينه بالفكر الإسلامي الصحيح لحمايته من الأفكار الهدامة. وهذه الوقفة الجماعية ضد تلك الأفكار المنحرفة لن تكون إلا بمؤسسات جماعية لها أهدافها الاستراتيجية مثل «المركز الدولي لمكافحة الإرهاب»، الذي أعلن خادم الحرمين الشريفين البارحة الأولى في كلمته بمناسبة عيد الفطر عن تبرع المملكة بمائة مليون دولار لدعم المركز وتفعيله تحت مظلة الأممالمتحدة. ولذا فإن علماء الأمة ومفكريها مطالبون بإظهار رسالة الإسلام المتمثلة في التحذير من خطر الانحراف الفكري والتطرف والإقصاء، تلك الرسالة الإسلامية الداعية إلى الأمن والسلام والتواصل، والبعد عن الظلم والعدوان، وتوجب العدل والإحسان واليسر والتسامح.